قصة

 نزار. الزين*

  بيتوئيل ، حاخام يهودي شاب ،إلا أنه رغم صغر سنه النسبي أصبح قياديا بارزا في إحدى المنظمات الاستيطانية ، و أصبح تأثيره واضحا ، خاصة على طلاب المرحلة الثانوية ، و أصبحت مواعظه و مواضيع خطبه المثيرة حديث العائلات في مستوطنة ( كريات أربع ) و ما جاورها .

صوته الأجش و طلاقة لسانه و نظراته النافذة و معلوماته التاريخية – التوراتية ، و إتقانه للعبرية ) رغم أنه لم  يكن يعرف عنها حرفا قبل حضوره إلى فلسطين  مهاجرا مع أهله من الاتحاد السوفييتي  ( ،  إضافة إلى إتقانه إلى لغته الأم  و اللغة الإنكليزية و إلمامه بالفارسية و بعض العربية أيضا ؛ كل ذلك جعله رجلا مدهشا ، و خاصة عندما كان يتحدث عن الميثولوجيا الدينية التي تبهر اليافعين عادة ، و تثير انفعالات العجائز و الروحانيين .… اقرأ المزيد

اعزّائي قراء مجلة العربي الحر:

بقلب حزين انقل لكم خبر وفاة والدي الحبيب ، محرر المجلة الأديب نزار الزين الذي انتقل الى رحمة الله تعالى في 24 مارس 2014،

عشق الوالد الأدب العربي بكل فنونه وألوانه، وبمساهماتكم وتأييدكم للمجلة نجح في تحقيق حلمه في انشاء احدى موارد نشر الأدب في الوطن العربي … احتلت المجلة ومساهميها ًقراؤها مكانة مميزة في قلبه وأعطاها رتبة الاولوية في حياته. لكم منّي كل شكرٍ وتقديرعلى مجهوداتٍ ساهمت في إسعاد الكثيرين وعلى ولاءٍ ايّد نشر الكلمة العربية الحرة في ربوع اوطاننا الحبيبة..

ليس بوسعنا الان الا ان ندعو الله عزّ وجل ان يتغمد فقيدنا المرحوم بواسع رحمته .وان… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب  الزين*

الزمان : الساعة السادسة من مساء الخامس من أيار/مايو عام 2028

المكان : قاعة شتوية في في مقهى و مطعم “الوليد بن عبد الملك” في قمة جبل قاسيون المطل على دمشق .

النوافذ الزجاجية العالية مشرعة عن آخرها و النسمات الرطبة أخذت تتدفق منهية سكون قيظ ثقيل هيمن على القاعة منذ الظهيرة ، رغم ارتفاع المكان .

“أبو الوفا” شاب فارع الطول كث الشاربين ثاقب النظرات ، جم النشاط  ، قلب لتوه إحدى الطاولات  بعد أن نزع غطاءها  ، و أخذ ينقب  فيها  و على فمه لحن “سنرجع يوما” ، بينما كانت ذاته تهمس إلى ذاته : “أجهزة التنصت أصبحت بالغة الدقة  ، من يدري فلعل ما يظنه المرء دبوسا ، إن هو إلا واحد منها ، لا بد من توخي الحذر.”… اقرأ المزيد

قصة

نزار ب. الزين*

بمناسبة مرور ستين سنة على النكبة

       كان الملازم عزت – و هو حامل جهاز اللاسلكي الوحيد الذي يملكه الفوج الستين من جيش الإنقاذ – كان يكتب رسالة إلى والدته ، متخذا من صندوق فارغ للمعلبات طاولة استند عليها ، و بعد أن غلفها و ألصق  حوافها ، كلف أحد الجنود بتسليمها لخيمة البريد ، ثم اشعل لفافة تبغ ، و سرح بعيدا في احتمالات المعركة الوشيكة .

كانت السرايا الثلاث المشكلة للفوج ، متمركزة فوق تل قريب من مستوطنة الزراعة ، التي بدت تحت بصيص النجوم في ليلة صافية الأديم ، بدت كبيرة و قد برز منها بضعة أبراج مراقبة .… اقرأ المزيد

قصة

 نزار ب. الزين*

     كان  فاروق المخللاتي ، يوم عين دركيا ، شابا يافعا ، إضطر إلى تكبير سنه ليكون بوسعه الالتحاق بهذه الوظيفة المغرية . و هو و إن لم يبلغ السابعة عشر إلا أن طوله الفارع و شاربيه الكثين ، كانا يوحيان بأنه تجاوز العشرين ؛ و لإنه حظي بالرجولة المبكرة أو لأن والده من شهداء ميسلون ، أو ربما للسببين معا ، كان أهله و أقاربه بل و زملاؤه ينادونه ( أبو شفيق ) تيمنا بذكرى أبيه .
حتى عندما كان قائده عبد القادر بك يناديه خلال التفقد الصباحي باسمه ، كان يتلكأ بالإجابة ريثما يستوعب أنه المقصود ، و عندما أنّبه القائد ذات مرة ، إعترف أنه كاد ينسى أن اسمه فاروق ، لاعتياده على لقب ( أبو شفيق ) .… اقرأ المزيد

رواية قصيرة

نزار ب. الزين*

      جلس مروان على حافة (  السطيحة ) يتأمل الكتل المتحولة من المياه الطائرة ، تمر من  أمامه و من فوقه و أحيانا – كالأشباح – عبره ، تتقاذفها أرق النسمات و تعبث بأشكالها أضأل المتغيرات الحرارية.
و تتتابع الصور ، فارس يمتطي جوادا ، يتحول الجواد إلى طائرة ، الرمح ينفصل و يتحول إلى  رمانة ( قنبلة يدوية ) ، الخوذة تنفصل و تصبح حوّامة ، مظلة صنوبرة تتخذ صورة دبابة ، خبز الغراب ( الفطر )  يصير صاروخا معدا للإنطلاق  ، تنفجر رأسه ببطء فتتحول إلى قنابل عنقودية ، فم المرأة ذاك مفتوح كأنها تصرخ ، الآن ينفتح فمها أكثر و أكثر ، تتحول كلها إلى فم  يطلب النجدة ، يتمزق الفم  و ينفصل الفكان …
” أساطير آلهة الألمبس أستوحيت حتما من كتل ضبابية مرت أمام عبقري لم يصحُ  تماما من نومه ”  قالها في سره ، ثم أكمل : ” عربة الشمس الفرعونية و تنين الصين ذو الرأسين  ، و خرافات الأشباح و حكايات المارد المنطلق من قمقم معروف الإسكافي  ” استوحيت منها كذلك على ما أرجح ” .… اقرأ المزيد

قصة

نزار ب. الزين*

بمناسبة الذكرى الستين للنكبة 

       ما كادت السرية ( 24 ) من الكتيبة ( 15) من جيش الإنقاذ ، ما كادت تستقر في حي الشيخ جراح في القدس ، حتى شهد منير و هو قائد السرية ، من مكمنه  في أحد  مباني الحي المحصنة  ، رجال الجهاد المقدس  ينقضون على قافلة  صهيونية كانت في طريقها إلى  جبل الزيتون حيث تقع الجامعة العبرية  و مستشفى ( ها داسا ) ، و يفجرون بين عجلات عرباتها  الألغام المصنعة محليا  ، بمهارة فائقة ، أدت إلى تمزيق باصين مصفحين ، بمن فيهما ، مما جعل باقي العربات تنكص على أعقابها .… اقرأ المزيد

رواية قصيرة

 نزار ب. الزين*

ما كاد آخر زبون ينصرف من مكتب الأستاذ حقي الجوابري  ، حتى دخلت (كلير) و على فمها إبتسامة  عريضة ، مزجتها بكل ما تملكه من ود ، و في يدها صينية فضية مستديرة عليها فنجان قهوة و كوب ماء مثلج .
هذه الإبتسامة لطالما  جعلت حقي بك – هكذا يلقبونه – يشعر بالراحة و الإلفة  فيجد نفسه مرغما بالرد عليها  بمثلها أو أعمق ، و ما يزيده احتراما لها ذلك الإخلاص و التفاني بالعمل .
أما وجهها الصغير  و أنفها المدبب الذي تتركز فوق أرنبته نظارة طبية سميكة و جسمها الضئيل قصرا و نحولا فلم تثر فيه أي نزع  من العواطف ما سما منها و ما انحدر ، الأمر الذي عزز نظرته إليها كسكرتيرة و حسب .… اقرأ المزيد

قصة

نزار ب. الزين*

( سيدي عمود في الأصل ، ضريح أحد الأولياء الى جانب أحد الأعمدة الأثرية ، حولته العامة إلى (مقام سيدي عمود) ثم سمي الحي بهذا الاسم (حي سيدي عمود)، وهو ما يطلق عليه اليوم (حي الحريقة) .

(*) ثار السوريون على الحكم الافرنسي منذ لحظة هزيمتهم في ميسلون و قد استطاع الثوار احتلآل أجزاء من مدينة دشق  فكان رد فعل  الافرنسيين قصف المدينة و محاصرة الأحياء التي اشتبهوا بوجود الثوار فيها فكانت مذبحة جميع ضحايا ها  مدنيون

في حارة تم تبليطها بالحجارة حديثا من حي سيدي عمود(*) الواقع بين الدرويشية و البزورية  غربا و  شرقا  و  سوقي  مدحت  باشا  و  الحميدية  جنوبا  و شمالا  في  أول  هذه   الحارة  يقع  بيت أبو  سعيد   الطرابيشي الذي  أقفل  بابه  عن  خمسة  قلوب مفعمة بالشوق و القلق  على بكر الأسرة  الغائب. … اقرأ المزيد

شهد رعنان أفدح كارثة تحل بقومه خلال إحدى أنجح عمليات جيش الإنقاذ العربي ؛  مما خلف في نفسه شعورا بالذنب لوقوفه تجاهها موقف العاجز ، فقد انهمرت القنابل على حي ميشاروم  فزرعت الدمار في أرجائه و دفعت بسكانه إلى الهجرة الجماعية نحو  غربي أورشليم  دون أن يتمكن من إيقافها .

و في إجتماع  ضم قادة الأرغن زفاي لئومي  و الشتيرن ، عرض رعنان فكرة إنتقام تعتق أرشليم من الحصار المفروض عليها و تفرِّغ  المنطقة كلها من الفاسطينيين  .

صاح رعنان في وجه معارضيه :

– يجب أن نستثمر سقوط القسطل ، يجب أن ننتقم لأهالي ميشاروم ،  لدينا أسلحة حديثة و ذخائر بعد أن يسَّر البريطانيون لنا نهبها من مستودعاتهم ، فماذا ننتظر؟

أجابه يهوشَع بهدوء :

– القرية التي تتكلم عنها ساقطة عسكريا ، مكالمة مع المختار ، تجعلهم يهجرونها دون إراقة قطرة دم .… اقرأ المزيد

بقلم : نزار ب. الزين

     التفاعل الكيميائي  يعتمد على تحليل العناصر ، تفتيتها ،أو صهرها ، أو مزجها  و ذلك لإنتاج عنصر جديد .

أما الكيمنسانيا أ ي التفاعل ( الكيميائي – الإنساني ) فهو بدوره تفاعل  يعتمد على التحليل  و التفتيت و الصهر  و المزج ، أما عناصره فهي المجموعات البشرية من الجنسين و من جميع المقاسات البشرية ، و الهدف  هو إرضاخ الآخرين و خلق واقع     جديد يلائم  من  قام  بالعملية .

و هناك تفاعلات كيمنسانية هائلة الحجم و الآثار ، كما حدث في نهاية  الحرب العالمية الثانية عند قصف مدينة درسدن الألمانية بأكثر من ألف طائرة ، بعد أن أوحى الحلفاء للشعب الألماني  المذعور بأنها مدينة آمنة ؛ ثم عند تفجير قنبلتي هيروشيما و ناغازاكي النوويتين اللتان أودتا بالألوف من المدنيين.… اقرأ المزيد

نزار ب. الزين*

           تجمع الجيران في بيت المهندس مروان ، فقد كان مذياعه جديدا ، و صوت المذيع فيه واضحا ، خالٍ من أي تشويش ، كانوا جميعا يتابعون حرب حزيران ، و أناشيد إذاعة صوت العرب الحماسية و على رأسها : ” الله أكبر ..الله و أكبر .. الله أكبر فوق كيد المعتدي ” ،  فتشتعل حماستهم ، مع كل نبأ انتصار جديد .

         بينما كان الأستاذ هاشم قد ثبت على طاولة الوسط في غرفة ضيوف بيته خارطة للوطن العربي ،  يتابع  من  خلالها  مجريات المعركة ، متنقلا من محطة إذاعة إلى أخرى ، إذاعة لندن ، إذاعة الشرق الأوسط  ، و حتى إذاعة تل أبيب ؛

 ثم ..… اقرأ المزيد