أقصوصة 

نزار ب. الزين*

   في قرية الغدير شكا  زامل الهوري من آلام مبرحة في بطنه

كان يصرخ من شدة الألم ..فيبلغ صوته عنان السماء…

احتار أهله فيما يفعلونه لنجدته ؟!

فأقرب طبيب يبعد ثلاثين كيلومترا ، و لات من مواصلات ، اللهم غير حافلة الباص التي تمر من القرية مرة كل يوم ..

تجمع الكثيرون حول الشاب و قد أسقط في أيديهم و الألم يعتصر أفئدتهم ..

ثم…

أحضروا له العجوز خميسة ، حكيمة القرية العمشاء…

التي طلبت في الحال أن يوقدوا نارا ..

ثم…

سخنت على النار  قضيبا من الحديد حتى  إحمر و توهج ..

ثم …

كشفت عن بطنه ..

ثم…

و بكل ثقة بالنفس ، كوت مكان الألم ..

فصرخ زامل ، فتجاوب صدى صراخه في كل جنبات القرية ،

ثم …

أغمي عليه .

في اليوم التالي ، حملوه إلى مستشفى العاصمة ، و هو بين الموت و الحياة ..

حيث أجريت  له جراحة ناجحة لاستئصال المرارة ،

و لكن مكان الكي كان قد  التهب ..

ثم

تعفن ..

ثم

كانت النهاية لشاب في العشرين…..

——————-

*نزار بهاء الدين الزين

   سوري مغترب