– ابن أختي الحبيب ، لساني عاجز عن إيفائك حقك من الامتنان ، لسماحك لي باستخدام حمامك ، فقد شعرت بنعيم لم أشعر بمثيله منذ أسابيع ..
= خالي الحبيب ، لا حاجة بك إلى شكري ، فأنت أدرى الناس بمعزتك في قلبي ، و بيتي مفتوح لك في كل حين …..
– أنا متأكد من ذلك – الله يرضى عليك و يوفقك – هذا ما يجعلني أتجرأ و أطلب منك ما ترددت طويلا قبل أن أطلبه !.
= تفضل يا خال ، أنا تحت أمرك !
– أنت تعلم أنني بلغت من العمر عتيا ، و أعاني من عدة أمراض أسوؤها الإسهال المزمن ، و تعلم أنني أعيش في غرفة مستأجرة أشعر فيها بالعزلة ، و الإحساس الدائم بالخوف من أن أموت وحدي فيها ….
= أنا أدرك مدى الوحدة التي تعاني منها يا خال ، و لطالما تساءلت لماذا لا تعيش مع أحد أبنائك أو إحدى بناتك ؟
– كل لاه بأسرته و مسؤولياته ، و صدقني لا أراهم – سامحهم الله دنيا و آخرة – إلا لماما !..
= هل تطلب مني أن أتوسط لك مع أحدهم ؟..
– بل أطلب منك أن تسمح لي بالعيش ما تبقى لي من أيامي القليلة في بيتك !..
بعد صمت و تفكير طويل أجابه :
= خالي الحبيب ، إني لفي غاية الخجل إذ أصارحك القول ، بأن بناتي في الجامعة و هن بحاجة ماسة إلى غرفهن ، و أن زوجتي كبيرة السن و لن تقوَ على خدمتك ، فاعذرني لعدم تمكني من تلبية طلبك هذا ، و فيما عدا ذلك فأنا تحت أمرك !
سوري مغترب