أقصوصة
نزار ب. الزين*
في يوم قائظ ، كان يجلس في ركن ظليل من أرضية مبنى كبير و أمامه صندوقه المُلبَّس و المزخرف بالنحاس البراق ، مشكلا قطعة فنية تلفت النظر ؛ تقدمت منه فرحب بي ، ثم باشر على الفور .
و بينما كان منهمكاً في عمله المتقن ، تقدم منه طفل في العاشرة ، فناوله بضعة قروش و هو يقول له مبتهجا :
– ( بابا ) لقد بعت جميع الأكياس ، هل أذهب إلى البيت ؟
يجيبه :
– (إولا)*… لا زال اليوم في أوله ، خذ مجموعة أخرى و اسرح بها ، و إلا …
بعد دقائق قليلة ، تقدم منه طفل في الثامنة أو التاسعة من عمره :
– ( بابا ) بعت خمسة أمشاط و مسبحتين ..
ناوله القروش التي جمعها ، ثم مضى يكمل مهمته .
أثناء مباشرته بتلميع ( فردة ) حذائي الأخرى ، قدم طفل ثالث في السابعة من عمره و بيده حلوى يأكل منها متلذذاً ، فتناول منه القروش التي جمعها بيد و صفعه باليد الأخرى فألقاه أرضا و قد علا صياحه.
——————————————-
البويجي : ماسح الأحذية
إولا : ويل لك
=======================
سوري مغترب