أقصوصة
نزار ب. الزين*
حضر طفل العاشرة مهرجانا للطيران ، برفقة والده ، تخلله إسقاط مظليين ، و ما أن عاد إلى منزله ، حتى صعد إلى سطح الطابق الثالث ، و معه منديل و بعض الخيوط ، اختلسها من عدة خياطة والدته ، و دمية سرقها من خزانة شقيقته الصغرى ،
ثم..
صعد إلى سطح منزله في الطابق الثالث ، فربط المنديل بالدمية ربطا محكما حتى بدت صورة مصغرة لمظلة حقيقية ..
ثم …
ألقى بها..
ثم ….
هبط مسرعا إلى الشارع ، ليكتشف أن الدمية بلغت الأرض سليمة دون أن يصيبها خدش .
فكاد يطير فرحاً..
في اليوم التالي ، صعد إلى السطح ، و قد حمل في يمناه قطة شقيقته الكبرى ، و باليد الأخرى غطاء وسادة و مقصا و لفة كبرى من الخيوط المتينة ..
ثم …..
قص غطاء الوسادة بمهارة ليصبح قطعة واحدة من القماش ..
ثم ……
ما لبث أن أنجز مظلته بحنكة و مهارة …
ثم ……
ربط الخيوط بأطراف القطة الأربعة ، التي لم تفلح مقاومتها أمام إصراره ..
ثم …….
ألقى بها إلى الشارع من سطح الطابق الثالث ..
و لدهشته الشديدة ، وصلت القطة إلى الأرض سليمة ، و إن لم تخلُ حالتها من بعض هياج .
في عصر اليوم نفسه ، صعد إلى سطح الطابق الثالث ، و قد حمل في يمناه غطاء فراش سرير والديه ، و في يسراه حبلا طويلا وجده فوق أحد رفوف المطبخ العليا ، و لم ينسَ المقص و لفة الخيوط …
ثم ..
ابتدأ في صنع مظلته بروية و إتقان ..
ثم …..
ألقى بنفسه من سطح الطابق الثالث … فوصل الأرض مهشما !!!
هنا فقط … تنبه الأهل و الجيران ، ليبتدئ الصراخ و العويل ….
———————
سوري مغترب