قصة قصيرة

 نزار ب. الزين*

            بلغ عوني في تحصيله العلمي المرحلة الثانوية ، و رغم نجاحه المتواصل ، لا زال يعاني من الخجل الشديد ، يرتبك إذا تكلم و يشتعل وجهه و يتصبب عرقا إذا سُئل ، و خاصة إذا كان المدرس هو السائل ؛ حتى أصبح محل سخرية زملائه و تندر مدرسيه .

       عانى عوني الكثير من حالة ضعفه هذه ، ثم  بدأ يقاومها بالتبجح و الإدعاء سعيا وراء بعض الإحترام لشخصيته المهزوزة ، فوالده غني و صديق شخصي لوزير المعارف ، و عمه صديق مدير مدرسته هذه ( من الروح للروح ) ،  أما والدته فهي صديقة أثيرة لزوجة رئيس الجمهورية .

       و إذ لمس تغيرا في تعامل الزملاء ، طوَّر تبجحاته و إدعاءاته ، كان آخرها أن إبن عمته الطبيب أحضر له معظم أسئلة الإمتحانات الوشيكة !

         ثم بدؤوا يتوسلون له و يتوددون للحصول عليها …

        و ذات يوم إستدعاه الأستاذ راشد ، مدرس اللغة الأجنبية  إلى غرفته ..

عندما خرج من الغرفة كان مطأطئ الرأس ، و علامات أصابع طويلة ملأت خديه ، أما راحتا يديه فكانتا متورمتين .

سأله  أحد زملائه علامَ عوقب ؟ ، تصنع التجلد ثم أجابه  بصوت  نصفه  بكاء : ” أحدهم دسَّ عني فريَّة ، إدعى أنني أبيع الأسئلة لزملائي ، و لكن صبراً سيكون طرد الأستاذ راشد من جهاز التعليم كله على يدي ؛  قريبا جدا ستسمع خبر تسريحه !.. “

——————

*نزار بهاء الدين الزين

   سوري مغترب