ق ق ج
نزار ب الزين*
منذ أن ابتدأ تشغيل مصنع صهر المعادن لغرض إعادة تدويرها ، بدأت إختصاصات جديدة في الظهور ، تصاحبها كوارث من نوع جديد …
-1-
لم تفلح الأعذار التي قدمها و المرتبطة بظروف الحرب التي داهمته كما داهمت غيره من العاملين في ذلك البلد الخليجي ، فاضطر إلى تسليم سيارته إلى المنطقة الجمركية الحرة ، على أمل أن يبيعها و يسدد ببعض ثمنها ما تراكم عليه من رسوم .
استدعاه مدير المنطقة الجمركية الحرة بعد أيام ، ليبلغه أن سيارته لم يتقدم أحد لشرائها ربما بسبب طرازها غير المعروف هنا ، و أن رسوم إيداعها بدأت تتراكم بدورها ، و أن الحل الوحيد هو التنازل عنها لتسليمها إلى مصنع صهر المعادن .
-2-
ما أن أرخى الليل سدوله ، حتى انطلقت شاحنة أمين في رحلتها الروتينية يرافقه بها شقيقه شريف ، و عند بلوغهما العمود البرجي الحامل لأسلاك كهرباء التوتر العالي ، و المنتصب فوق رابية مطلة على الطريق السريع ، حتى ترجلا و ابتدءا بقص الكابلات الفولاذية المثبتة للعمود ،
ثم ..
دفعهما نجاحهما للعمود التالي ،
ثم …
الذي يليه ،
ثم ….
الى الذي يلي يليه ،
ثم ….
عادا إلى قريتهما بحملهما الثمين .
ثم …..
و في وضح النهار ، حملا غنيمتهما إلى مصنع صهر المعادن .
بعد عدة أشهر تنامى إلى سمع أمين أن أحد أعمدة الكهرباء البرجية ، سقط فوق الطريق السريع مسببا كارثة فادحة ذهب ضحيتها عدد كبير من مستخدميه بين قتيل و جريح .
ثم ……
ما أن هدأت العاصفة الإعلامية ، حتى استأنف أمين و شريف نشاطهما .
-3-
أما أشرف و صديقه مخلص فقد اختصا باقتلاع أغطية فوهات المجاري ، ثم حملها إلى مصنع صهر المعادن ، كل يوم غطائين أو ثلاثا ، و الثمن مجزٍ و يغري بالمزيد …
بعد عدة أشهر ، شاهدا في التلفاز ، عملية محاولة إنقاذ طفل سقط في إحدى حفر المجاري ..
و ما أن هدأت العاصفة الإعلامية ، حتى استأنفا نشاطهما .
و حتى اليوم لا زال مصنع صهر المعادن يستقبل شتى أنواعها ، يزن المثمن ما يقدم إليه دون السؤال عن مصدرها ،
ثم….
ينقد ثمنها المجزي للمتخصصين الجدد !..
——————–
سوري مغترب