ق ق ج

نزار ب. الزين*

-1-

    كانت إصابات الفتاة بالغة استدعت إدخالها غرفة العناية المركزة  ، في أثناء ذلك استدعيت والدتها إلى غرفة المحقق

“من اعتدى على ابنتك بهذا الشكل الوحشي و كاد يفتك بها ؟ ” سألها المحقق ، فأجابته و قد ترقرق الدمع في عينيها : “إنه والدها ، نعم والدها ؛ تنامى إليه – و قد كلف أحدهم ليتجسس عليها – أنها مشت إلى جانب أحد زملائها أثناء الإنصراف من ثانوية البلدة ، و أنها كانت تتبادل معه أطراف الحديث ؛ فجن جنونه ، و أصر على ذبحها و الشرب من دمها ، و لولا استغاثتي و تدخل الجيران لفعل ، إنه مهووس ، إنه وحش آدمي…!”

أغلق المحقق المحضر ، و هو يقرر قائلا : ” إنه والدها ، و من حقه أن يربيها !”

-2-

    ” هيا ، أحضري ما طلبه منك أخوك في الحال ، أما و إلا …..! ” قالت لها أمها آمرة و بلهجة متوعدة ؛ فسألتها جارتها الزائرة هامسة مستغربة : ” و لكنه  أخوها التوأم  ؟! ” فأجابتها و قد رسمت على شفتيها ابتسامة الواثق مما يقول : ” و لكنها أنثى و هو ذكر !  و أنا إنما أربيها منذ الآن لتكون زوجة ناجحة ! “

-3-

    ” الفارق يا أختاه يزيد على الثلاثين سنة ، ابنتك لا زالت طفلة في الثالثة عشر ، و هو تجاوز الأربعين ، و حتى التفكير بزواجها  في هذا العمر حرام ، فما بالك إذا كان مع فارق عمري كبير ؟ ” قالت سلمى لشقيقتها ، التي أجابتها في الحال : ” الزواج ستر الفتاة – يا أختي – و وقاية لها من تيارات هذا الزمان ، أما  فارق السن الكبير ، فهو لصالحها أيضا ، إذ يجعل زوجها مهابا أمامها ، و قادرا على تشكيلها كيفما يشاء !” .

=======================

*نزار بهاء الدين الزين

   سوري مغترب