أقصوصة

نزار ب. الزين

.

     ما  كاد الأخصائي الإجتماعي الأستاذ  مُنجد يجلس وراء طاولة مكتبه ، حتى اقتحمت غرفته سيدة حاسرة الرأس ، رفعت بيمناها ما بدا سروال طفل غارق بالدم ، و جرَّت بيسراها طفلا في السادسة أو السابعة و هو يبكي ألما و فزعا ، بينما  كانت تنوح و تصرخ بعصبية :        << وحوش من مدرستكم  ذبحوا ولدي ، اغتصبوه أمس دون رحمة، قبيل وصوله إلى البيت قادما من مدرسته >>

تم التعرف على المعتدين ،

ثم …

رُفع الأمر إلى إدارة المدرسة ،

ثم ….

اجتمع مجلس الإدارة ، حيث دارت مداولات حامية ، بين مقترح طرد المعتدين الأربعة ، و بين  مُصِّر على ضرورة تحويل الأمر إلى النيابة العامة ، و بين معترض على أي إجراء لأن الحادثة جرت خارج حدود المدرسة ،

ثم …..

أمضى الأستاذ مُنجد بقية اليوم المدرسي في تحضير تقريره ، تمهيدا لرفعه إلى إدارة الخدمة الإجتماعية ، طالبا تحويل المعتدين إلى دار الأحداث ….

و لكن ..

منذ صباح اليوم التالي ، و أمام دهشة الأستاذ منجد ، أطل أحدهم من فتحة بابه قائلا ببرود و لكن بحسم :

–  بخصوص ولدي مسعود ، ترى يا أستاذ أنا مسامح !!!

أجابه الأستاذ منجد بشيء من العصبية :

–  و لكنهم كادوا يقتلون ولدك …

فرد والد الطفل بنفس البرود :

–  لا يمكنني تجاوز الجاهة  اعذرني يا أستاذ ، إنها التقاليد !!

========================

  الجاهة : وفد من أولياء أمور المعتدين ، يرافقهم وجهاء الحي ، سعيا لحل المشكلة صلحيا .

  دار الأحداث ، مؤسسة تجمع بين المدرسة و السجن ، يودع فيها الأحداث المنحرفون .

========================

  نزار بهاء الدين الزين

سوري مغترب