قصة قصيرة
نزار ب. الزين*
تمكن وليد من تعلم مهنة تركيب أطباق الإلتقاط التلفزي ( الدش ) بسرعة ، و خلال أشهر أصبح له محله الخاص في الضاحية ، يقابل فيه زبائنه في الصباح ، و في المساء كان يقوم بنفسه بتنفيذ طلباتهم .
***
جِهان ، و بتكليف من والدتها ، إتفقت معه على تركيب طبق جديد ، ثم أخذت تتردد على المحل ، تارة طلبا لإجراء بعض التصحيحات أو لطرح ما لديها من استفسارات ، ثم أصبحت تتردد على المحل بحجج واهية ، فقد وقع كل منهما بحب الآخر .
طلبها للزواج فاعترضت والدتها و كذلك خالها و عمها، فهو ليس من مستوى العائلة الإجتماعي ، و لكن بإلحاح منها تم الزواج ، و السكنى في قبو أحد الأبنية .
***
كل ليلة ، كان وليد يتسلل من فراشه ، فيرتدي ملابسه ، و يغادر البيت ، و بين نائمة و مستيقظة ، كانت تسأله :” إلى أين أو من أين ؟؟ ” فيجيبها باقتضاب : “شغل”
***
و ذات ليلة لم يعد وليد ، أشرق صباح جديد و لم يعد وليد ، فاستبد بها القلق …
عند الظهيرة ، أبلغوها أن وليد قد تُوفي و أن عليها أن تستلم جثمانه من مشفى الضاحية …
ناحت …ولولت … صرخت .. نفلت شعرها .. لطمت خديها … ندبت زينة الشباب ….
ثم …..
إنتشرت قصة موت وليد ، كما رواها حارس إحدى العمارات .
فقد كثرت شكاوى الناس من أن لصوصا يسرقون القطع الرئيسية لأطباق الإلتقاط التلفزي ..
***
و ذات ليلة …
أحس الحارس المذكور أن أحدا ما قد تسلل إلى السطح ، فإتصل في الحال بالمخفر- بناء على تعليمات سابقة لجميع الحراس في الضاحية – و بسرعة حضرت دورية شرطة للإمساك بالمتسلل .
أحس بهم وليد..
لم يجد مخبأ مناسبا ، سوى أن يدلّي نفسه خارج البرج مُعَلقا براحتي كفه ..
و لكن البحث عنه طال ..
فكلّت يداه ..و لم تعودا قادرتين على حمله …
فسقط من إرتفاع إثني عشر طابقا ..
————–
سوري مغترب