ق ق ج

نزار ب. الزين*

      منذ ما قبل صلاة الفجر ، وقف أبو درويش مع إبنه اليافع ، في ركن مجاور لمسجد السوق خلف قدر “مهلبية*”  ضخم  تدفئه نار هادئة ؛ و هو الشراب الساخن الذي يحلو للكثيرين تناوله في الصباح الباكر مع “كعك السمسم” أو بدونه ، كوجبة فطور لذيذة بعد الصلاة ، أو قبل افتتاح  يوم عمل شاق ..

     و بينما كان الطفل يساعد أباه بتحريك المهلبية ، انتبه إلى وجود كتل صغيرة سوداء تتحرك ببطء ، فتظهر لتختفي ثم لتظهر من جديد ، فارتاع و صاح فزعا منبها والده إليها ، فأجابه الوالد غاضبا :

– إخرس يا ولد “بلا فضايح” !

ثم أضاف آمرا :

– حرك ما في القدر بسرعة أكثر و بقوة أكبر ، حتى تختفي !

================
*المهلبية : حساء مغلي مكَّون من اللبن الحليب مع النشا  و السكر و القرفة

================
نزار بهاء الدين الزين

سوري مغترب