أقاصيص قصيرة جدا

نزار ب. الزين*

ثور أخي و بقرة أمي

بعد أعلان خطوبتهما  سافر الخاطب إلى  البلد الأجنبي حيث يعمل بسبب إنتهاء إجازته ، على أن يعود في الصيف القادم لإتمام زواجه  ، و قد اتفق الخاطبان على التواصل هاتفيا  :

الحوار الأول :

– مرحبا  سلمى أنا حسن ، كيف الحال ؟

= الحمد لله أنا بخير ، الحمد لله على وصولك سالما .

– شكرا  سلمى ؛  إسمعِي و اضحكِي يا سلمى ، قبل قليل حدثني والدي أن شقيقي الأصغر بينما كان يهم بإطعام ثوره ، هاجمه الثور و علقه بين قرنيه ثم جرى به … فأضحك كل من كان يشاهده  بينما كان أخي يصرخ مستغيثا !!!

الحوار الثاني :

– مرحبا سلمى أنا حسن ، كيف الحال ؟

= الحمد لله أنا بخير

– إسمعي يا سلمى ، لدي خبر مزعج لا زلت متأثرا به حتى الآن ، فبقرة والدتي أحجمت عن إدرار حليبها منذ يومين أي منذ أن نفق  عجلها ، و المسكينة والدتي في أشد حالات الحزن ، يا ليتك تذهبين إليها لكي تواسيها ..

الحوار الثالث :

 – مرحبا سلمى أنا حسن ، كيف الحال ؟

= الحمد لله

–  اسمعي  سلمى ….

= بل اسمع أنت يا  حسن  ، لقد قررت بالإتفاق مع والديَّ فسخ خطوبتنا  ، و لا تنسَ أن تبلغ تحياتي لثور أخيك و بقرة أمك ..

سوار لمعصمها

ذهب فرحا لزيارة خطيبته للمرة الأولى بعد الإعلان الرسمي لخطوبتهما ، حاملا بيمناه باقة من أحلى الورود ، و في  يسراه  سوارا ذهبيا .

 لم تخفِ سعادتها بالزهور الفواحة شاكرة ممتنة ، و لكن حين فتحت علبة الهدية الأخرى ، فغرت فاها و بدأت تتحول أساريرها من أمارات السعادة إلى إشارات الغضب :

= ما هذا يا سليم ؟

-كما ترين سوارا ذهبيا ، طننت أنه سيعجبك !!

= ألم تجد أبخس منه ثمنا ؟

-هذه  إمكانياتي يا سحر ، فأنا  لا زلت في أول السلم الوظيفي ، و أنت تعلمين ذلك !…

= و لكن أهلك أغنياء !!!

نظر إليها ذاهلا ، و بعد أن تمكن من كظم غيظه بصعوبة ، انتصب واقفا و هو يجيبها :

-يبدو أننا تسرعنا في إعلان خطوبتنا ، سلام …..

الخطيب السابق

هاتفه قائلا :

-مرحبا أخ  فؤاد ، أنا مراد خطيب  نجوى السابق .

= خيرا ، بماذا أخدمك ؟

-فقط أردت أن أخبرك ، أنني داعبت نجوى عندما كانت خطيبتي و لم تقاوم ، فأنا لا أطيق أن تتعرض للغش  يا صاحبي !

اشتعل وجه فؤاد توترا ، ثم توجه في الحال إلى منزل خطيبته و هو في أشد حالات الغضب :

-هل صحيح  أنك سلمت نفسك لمراد ؟

 أجابته دامعة :

= أقسم بالله أنني لم أفعل ، و أن أمي لم تفارقنا خلال زيارتيه اليتيمتين ، و أن ماقاله مراد حقد و كذب و افتراء .

-و أنا أقسم بالله أنني لم أصدقك ، و هذا فراق بيننا !!!

=======================

*نزار بهاء الدين الزين

   سوري مغترب