قصة قصيرة
نزار ب. الزين*
دُعي تجار السوق القديم إلى إجتماع عاجل في مبنى بلدية العاصمة و هناك تُليت على مسامعهم الأوامر ..و عليهم تنفيذها بدقة (!!!)
في اليوم التالي وقف التجار عن بعد – تحت الحراسة – يشاهدون عمالا يفرغون محلاتهم الفقيرة ، من محتوياتها ؛ ثم عمالاً آخرين يملؤونها ببضائع جديدة زاهية ، لم تقع عيونهم على مثلها منذ سنوات (!)
في اليوم الثالث شاهدوا موكب الرئيس يتقدم إلى السوق ،
سيادته يترجل ، سيادته يبدأ بزيارة السوق ، متنقلا من دكان إلى دكان و من متجر إلى آخر ؛
تتبعه أينما تحرك كاميرات التلفزة …
المذيعة الشهيرة تسأل سيادته وقد زينت وجهها بإبتسامة عذبة تناسب المقام ،
و سيادته يجيبها و قد كست ملامح وجهه ، التعجب حينا ، و الثقة العالية بالذات حينا آخر ، و الغضب المتوازن تارة أخرى .
يسأل صاحب متجر للمواد الغذائية (مفترض) :
– أرى محلك مليئا بالبضائع ، كيف يشيعون أن المواد الغذائية مفقودة ؟
يجيبه هذا بملء الفم :
– إشاعات مغرضة سيدي ، إنهم أعداء الأمة سيدي ….
و يستمر الزعيم في جولته ، مستغربا ما يشاع عن شح البضائع و غلاء الأسعار ، و يؤكد له أصحاب المتاجر ( المفترضون ) أنها إشاعات لا أساس لها من الصحة ، فالحبوب بكل أنواعها متوفرة و كذلك المكسرات و البهارات ، و كذلك فإن لوازم العائلات الضرورية منها و الكمالية ، تملآ المحلات …
مشاهدو التلفزة صغارا و كبارا يفغرون أفواههم حتى اللهاة…
بينما تبدو على وجه سيادته ملامح الإرتياح …..
يهتف الجمهور و أغلبه من أصحاب المتاجر المبعدين عن محلاتهم :<< بالروح .. بالدم .. نفديك يا زعيم ! >>
يرد على هتافات الجماهير المودِّعة ملوحا بيده الكريمة …
في اليوم الرابع ….
يقف أصحاب المتاجر بعيدا و هم يشاهدون العمال يفرغون محلاتهم ،
يفغرون أفواههم حتى اللهاة !….
——————
سوري مغترب