أقصوصة
نزار ب. الزين*
دعاه صديقه لمرافقته إلى سهرة من العمر ، كما أكد له .
و كانت الرحلة إلى مزرعة أنشأها صاحبها الثري في قلب الصحراء ، بعيدا عن العاصة بمسافة زمنية تزيد عن الساعة .
و في مبنى أقيم في قلب المزرعة الفسيحة كانت السهرة ، استقبلهما – أبو جاسم – بالترحاب ، و أجلسهما على الأرائك في صدر المكان ؛ و خلال دقائق عشرا ، امتلأ المكان .
“هيا يا رويشد أطربنا جزاك الله خيرا” قال أبو جاسم ؛ فكان ذلك إشارة البدء ، و سرعانما سحبت الدفوف المعلقة على الجدارن ، و بدأ فريق رويشد بالنقر عليها في ايقاع جميل، و ما لبث رويشد أن رفع عقيرته بالغناء .
ثم كانت المفاجأة ، فتيات في عمر الورود خرجن من الغرف الداخلية ، توسطن القاعة و قد ارتدين ثياب ( تحية كاريوكا و سامية جمال ) الخاصة ، و بدأن بالرقص معا ، بينما كان (راجان) – الطباخ الهندي – يدور بكؤوس الخمر على الحضور و يوزع عليهم أطباق الفواكه و الحلويات .
و فجأة صدح أذان العشاء ، من المصلى الصغير المجاور لذلك البيت الصحراوي ، فتوقفت كل الممارسات ،
كفوا عن قرع الدفوف ،
توقفن عن الرقص ،
هرع أكثر الضيوف إلى المتوضأ الملاصق للمسجد ، ثم دلفوا إلى المسجد لأداء صلاة العشاء التي أمهم فيها أبو جاسم .
=======================
سوري مغترب