أقصوصة واقعية*

نزار ب. الزين*

         ودعت زوجها و ابنتيها ثم سافرت رغم ظروف الحرب و أهوالها ، لتقف إلى جانب والدتها في محنتها.

” لن يهدأ لي بال يا ابنتي حتى يُصلى عليه و يوارى التراب ” قالت لها والدتها و قد هدها الحزن و ألهب عينيها البكاء .

في المستشفى حيث كان ، قالوا لها بدون اكتراث : ” إبحثي عن  جثته ، في  إحدى  تلك الحاويات “

جثث شبان في عمر الورود ، بملابسهم العسكرية ، تكدست فوق بعضها بعضا ….

شاهدتها فصُعقت ، و لكنها تجلدت بعد لأي ، ثم كفكفت دمعها الهتون قبل أن تنصرف خاوية الوفاض ، و هي تهمس في سرها : ” على الأقل ، عاش أبي عمره ! “

=======================

*أقصوصة حدثت في أواخر حرب الخليج الأولى

=======================

*نزار بهاء الدين الزين

   سوري مغترب