ق ق ج
نزار ب. الزين
ممنوع
أصيبت زوجته بمرض عضال ، عانت منه أشهرا و عانى معها تلك الأيام العصيبة ، و شاركهما وجدانيا أقارب الطرفين و أصدقاؤهما بكل إخلاص و محبة ، و حين انتقلت المسكينة إلى الملأ الأعلى ، استمر الجميع بتعزيته و مواساته أياما …
بعد أقل من أشهر ثلاث علمت عمة المرحومة أنه تزوج من جديد ، لم تستغرب ، و لم تشعر بأية غضاضة ، فالرجل كان شهما حتى لحظاتها الأخيرة ، و الوحدة شاقة و خاصة أن المرحومة لم تنجب له ؛ و بدون تردد هاتفته مهنئة مقترحة زيارته و زوجها للتهنئته و المباركة ، و لذهولها و دهشتها ، أجابها بكل جفاء : ” لا أرحب باستقبال أحد بعد اليوم ، و أبلغي جميع الأهل من طرفك بالامتناع عن زيارتي أو حتى تهنئتي هاتفيا ، و هذا الأمر ينسحب حتى على شقيقي و أفراد أسرته و جميع أقاربي !!!!”
تعصب
هما زميلا عمل ، في اوقات فراغهما كانا يتسامران أو يتناقشان حول أحداث الساعة ، حتى تكاد علاقتهما تتحول إلى صداقة ، لولا أن أحدهما لمح على سترة صاحبه علما صغيرا مثبتا فوق ياقتها .
– لم أشاهد هذا العلم من قبل ، ترى يرمز لأية دولة ؟ سأل صاحبه فأجاب :
– إنه علم قومي ، و أملنا أن نستقل يوما و نرفعه عاليا !
فرد الزميل بشيء من الدهشة :
– و لكن قومك أقلية ، و هي جزء من فسيفساء جمهوريتنا الحاوية على الكثير من الأقليات العرقية و الطائفية ، فهل من المنطق أن تنفصل كل منها و تعلن استقلالها ؟ و هل تستوي موقومات دولة لأي منها ، أو حتى للوطن الأم بعد هذا التفكك ؟
اشتعل وجه الآخر غضبا و ارتعشت شفتاه و قطب جبينه و هو يجيبه بعصبية و عدوانية :
– و الله و بالله… إن كررت هذه المقولة أمامي ثانية ، لحملتك و ألقيتك من هذه النافذة !!!!
خذلان
عامر شعلة من الذكاء ، و متفوق منذ المرحلة الإبتدائية و حتى حصوله على درجة الماجستير ، يوم تخرجه أهداه مدير الجامعة منحة للحصول على الدكتوراه من إحدى الجامعات الأمريكية بتخصص نادر ، إلا أن المنحة كانت مشروطة بكفالة مالية تفرض عليه أن يعيد كل فلس أنفقته عليه الجامعة في حالة عدم عودته ..
فرح و شاركته أسرته فرحته و بلا تردد قام والداه برهن بيتهما للبنك المكلف بالإنفاق على بعثته ، و تم كل شيء على ما يرام ، و ابتدأت من ثم رحلة الأمل ….
بعد نجاح رسالته للدكتوراه بمرتبة الشرف ، هاتف والديه قائلا : ” لن أعود ، قدموا لي هنا عرضا مغريا للغاية ، لا تقلقا فالعرض مقرون بقرض طويل الأجل و بلا فوائد ، يمكِّنني من فك الرهن عن البيت !!! “
=======================
سوري مغترب