حوار بين صديقتين
نزار ب. الزين*
فرحت ناديا عندما جاءتها أول رسالة ألكترونية من الكاتب الكبير صفوح الطويل ، فهتفت لصديقتها و بيت أسرارها نورا في الحال :
– هل تصدقين يا نورا ؟ لقد أبدى إعجابه بالقصة التي أرسلتها إليه و أضاف أنني موهوبة ، و استأذنني في تصويب بعض الأخطاء المطبعية ، إنها قمة التواضع و اللطف و الكياسية ، أليس كذلك يا نورا ؟ ليس هذا فحسب بل أكد لي استعداده لمراجعة كافة نصوصي ، أنّى أشاء ؛ ألم أقل لك أنه كاتب مبدع رائع ، و أنه يحمل قلبا كبيرا ؟
في اليوم التالي هاتفتها صديقتها نورا فردَّت عليها مجهشة بالبكاء :
– لكم خُدعت بهذا الذي يسمونه الأديب الكبير صفوح الطويل ، و بإسمه اللامع و ما قاله عنه نقاده من أنه أحد المبدعين المعاصرين القلائل في دنيا الأدب ؛ اليوم تأكد لي العكس – يا نورا – فهو كاتب فظ ، نرجسي ، متعالي و مغرور .!
تسألها نورا مندهشة :
– بالأمس كنت متحمسة له ، و كنت تمجدينه ؟ فماذا حدث بربك بين الأمس و اليوم ؟
تجيبها ناديا و هي تشرق بدمعها :
– تصوري ! لقد أعاد لي النص مليئا بالخطوط الحمراء ، قال عنها أنها أخطاء إملائية !
و أخرى بالخطوط الزرقاء ، قال عنها أنها أخطاء نحوية !!
و قدم و أخر بكلمات جملتين على الأقل ، مبررا ذلك بأنه أقوى تعبيرا !!!
فشوه لي معنى و مبنى القصة التي سهرت الليالي لإنجازها ؛ تصوري يفعل كل ذلك ، ثم ينصحني أن أكثر من القراءة و المطالعة و كأنني تلميذة مبتدئة !!!!
أنا ، التي ما كنت أرضى لمواضيعي التعبيرية بأقل من عشرة على عشرة ، و أنت شاهدة على ذلك ….
أنا ناديا سليمان الحاصلة على أكثر من عشر شهادات تفوق أيام الدراسة ، يقال لي- آخر الزمن – : ” أكثري من المطالعة يا بنيّة ” ؟!!!!.
=======================
سوري مغترب