أقصوصة

نزار ب. الزين*

   في اليوم الأول : لمحها فقرع قلبه محدثا دويا أصم أذنيه ..

في اليوم الثالث : بادلته ابتسامته ، فكاد قلبه يخرج  من جنبه ، و أوشكت عيناه أن تنزلقا من محجريهما ، و همس لذاته : “إنها صعقة الحب ! ”

أما هي فقد عادت إلى منزلها و قد اضطرب كيانها كله ، و أحست أنها تحلق في فوق قوس قزح  ، و شعرت أنها ملكت الدنيا و ما فيها ، و همست لذاتها : ” لعلها صعقة الحب ؟! ”

في اليوم الخامس : لم يعد يطيق صبرا ، فطلب من أمه أن تخطبها له ..

بعد أسبوع واحد : تم عقد القران…

بعد أربعة أسابيع من اللقاءات الحميمة : صدحت الزغاريد في حفل زفافهما ، فكانت ليلة من ليالي العمر ..

بعد ستة أسابيع : عاد العروسان من شهر العسل و قد غمرتهما السعادة …

بعد سبعة أسابيع : ما أن عاد من عمله ، حتى ارتدى ثيابه على عجل …

–        إلى اين حبيبي ؟

قالتها  بنتهى الرقة و بكل ما تملكه من غنج و دلال ، فأجابها ببرود  تجاوز صقيع الشتاء :

= اشتقت لأصحابي ..

و عندما عاد بعد منتصف الليل كان ثملا …

عاتبته برقة فرد عليها بغلظة ..

بعد سبعة أسابيع و ثلاثة أيام : ما أن عاد من عمله ، حتى ارتدى ثيابه على عجل …

–      إلى أين حبيبي ؟

قالتها بشيء من العتاب  ، فأجابها بكل جفاء :

= أصحابي !..

فسألته دامعة :

–      و أنا .. ألست صاحبتك و زوجتك و حبيبتك ؟

ثم حاولت ثنيه عن عزمه بلطف و هدوء ..

و لكنه أصر ..

وقفت أمام الباب محاولة أن تسد عليه الطريق ..

أزاحها بكل ما يملك من قوة ..

تبعته نحو الباب الخارجي  ، راجية ، ثم مبدية امتعاضها ، ثم لم تتمكن من كبت غضبها .. فصرخت محتجة ..ثم بكت .

ثم …

شدته من تلابيبه محاولة  ثنيه عن  عزمه …

فغضب .. و صاح .. و كشر عن أنيابه…

ثم ….

فلت زمامه منه ..

ثم..

صفعها فدوخها و ألقاها أرضا و هو يصرخ في وجهها :

= لست أنا من تحكمه امرأة ..

=======================

*نزار بهاء الدين الزين

سوري مغترب