قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

ترجمها إلى الإنكليزية

د. دنحا كركيس

         أبو جاسم  في الخمسينيات من عمره ، يعمل حارسا لمدرسة ابتدائية في إحدى قرى أمارة خليجية ، مع أربعة حراس آخرين ، يجتمعون معا أثناء النهار ، و يتناوبون الحراسة أثناء الليل  .

وظيفة روتينية ( تنفيعية ) تحقق لهم موردا ماليا و لا تكلفهم أكثر من الجلوس طوال اليوم يتسامرون و يحتسون الشاي .

و ذات يوم عاد أبو جاسم من بيته و قد ملأت رأسه و  وجهه و يديه ، الخدوش  و الجروح  و الكدمات…

استبد الفضول بزملائه  فأمطروه بأسئلتهم ….

– تشاجرتُ مع أم العيال  !

أجابهم و قد أطرق برأسه ،

فانفجروا ضاحكين …

ثم  ظل أبو جاسم  محل تندرهم  لعدة أيام أخرى ….

و لكنه استمر متكتما يرفض الخوض في الموضوع …

 

*****

بدأت القصة  قبل  ذلك بعدة شهور .

توفيت والدة الزوجة و خلفت لإبنتها .إرثا  .صعب على أفراد الأسرة إحصاؤه  ..

.فما أن هدأت فترة الأحزان …

حتى  تقدمت من أبي العيال مقترحةً  :

– المال وفير  يا أبو جسوم ، و أنا لا أدري ماذا أفعل به و لا قدرة لي على إدارته ، و أبناؤك لا زالوا صغارا على تحمل أية مسؤوليات ؛ إذاً سأمنحك وكالة ( يا بعد كبدي )  لتتصرف بالمال كما تشاء ، كأن تفتح مكتبا تجاريا ، أو عقاريا ،  لك مطلق الحرية باختيار الطريق الذي يناسبك ، فعلى الأقل لن تضطر بعد الآن  للسهر  في المدرسة كل ثالث يوم ، فتعود إلى بيتك منهكا  ..

شكرها على ثقتها هذه مؤكدا لها أن مالها سيكون في يدٍ أمينة  .

 

*****

كان أول مشروع له ، شراء بيت أقرب إلى قصر ..

أثثه  تأثيثا فاخرا …

و جمَّله بأحدث الديكورات …

و جهزه بأفضل الأدوات المنزلية و الكهربائية و الألكترونية …

ثم تزوج من فتاة شابة  بعمر أكبر بناته..

فأسكنها فيه !!!

———————————

*نزار بهاء الدين الزين

سوري مغترب