دعاه صديقه لزيارته زيارة عائلية
، فلبى عمر الدعوة برفقة زوجته دون تردد ؛ تسامروا ،
ثم … تناولوا القهوة ،
ثم …. بعض الحلويات ،
ثم ….. عرفه صياح على طفليه ،
تباهى الطفلان بإنجازاتهما المدرسية و مواهبهما الفنية ، و لما كان عمر فنانا تشكيليا قبل أن يكون كاتبا في شركة ، و لما كان عريسا لم ينجب و عروسه بعد ، فقد تحمس لهما ، مفندا نقاط الضعف و القوة في أعمالهما ، ناصحا باستخدام أنواع أخرى من الألوان تتناسب مع كل عمل على حدة ..
ثم …..
تكررت زيارته ، تارة مع زوجته ، و تارة بدونها ، و هدفه على الدوام رفع مستوى ولدي صديقه الفني ، و في كل زيارة كان يحمل لهما نوعا مختلفا من الألوان أو الفراشي أو الورق ؛
في آخر زيارة لم يهرع الطفلان كالعادة لاستقبال < عمو عمر>
فقال عمر لصديقه مؤكدا :
– ” طفلاك يا أخي صياح ، ما شاء الله موهوبان ، نادِهما من فضلك لأرى مدى تقدمهما ، فقد أحضرت لهما مجموعة من الألوان الزيتية ، أود أن أشرح لهما كيفية استخدامها…”
تغيرت ملامح صياح ،
ثم….
اصفر وجهه ،
ثم…..
قطب حاجبيه ،
ثم …….
صاح بعمر بشفتين مرتجفتين و بأعلى صوته :
– “ما هي غايتك عندي ؟ أريد أن أفهم .. تدلل طفلي ، و تحضر لهما الهدايا ، بمناسبة و بغير مناسبة ، هيا قل لي ما هو غرضك الحقيقي و إلامَ تهدف ؟”
أصيب عمر بحالة من الذهول الشديد ؛
أحس أن الأرض تكاد تميد به ،
ثم ….
انتصب و زوجته واقفين ، و في طريقهما نحو باب الخروج ، و بعين دامعة أجابه عمر :
– ” لا تؤاخذني ظننتك صديقي !… ” .
نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب