قصة قصيرة واقعية

نزار ب. الزين*

*****

 لاحظ الأخصائي الإجتماعي  تدهور حالة مبارك الدراسية بعد أن كان من المتقدمين فاستدعاه .

أرتج على الطالب ، و اشتعلت وجنتاه ، و اغرورقت عيناه ، و لكنه  ظل صامتا رغم كل محاولات الأخصائي لاستدراجه ، و هنا كان لا بد من تسليمه استدعاء لولي أمره .

*****

حضر الوالد بعد إلإجازة الأسبوعية ، و قد بدا أنه واعيا بحالة إبنه ، و لم يخفِ على الأخصائي الإجتماعي ، أن هناك مشكلة عائلية اضطرته إلى طلاق أمه ، و عَزا تراجع مبارك الدراسي  إلى ذلك ، و لكنه رفض أن يخوض بالتفاصيل ، واعدا أن يضاعف جهده لإعادة الإستقرار إلى نفسيه ولده .

و بينما هما مندمجان في حديثهما ، إذا بسيدة تقرع الباب و تدخل  ، و قبل أن تنتبه إلى وجود (أبو مبارك) ، عرفت نفسها على أنها أم مبارك .

و فجأة انتبهت إلى وجوده …

   شهقت ، ارتبكت ، احمرت وجنتاها ، ارتعشت  شفتاها ، قبل أن ترسما بسمة حائرة ، ثم قالت و قد التمعت عيناها  ببريق غريب :

– فهيد  ؟؟

شهق ، ارتبك ، احمرت وجنتاه ، ارتعشت شفتاه ، قبل أن ترسما بسمة حائرة ، ثم أجابها و قد التمعت عيناه ببريق أغرب :

– لولوة ؟؟

  ثم اندمجت عيونهما في حديث صامت طويل ، ثم لم تتمالك ( أم مبارك ) نفسها فانبثق الدمع من عينيها مدرارا .

مسحت دموعها بطرف عباءتها ، ثم غادرت على عجل ؛ بينما بقي  ( أبو مبارك ) صامتا ، سارحا ، و علامات التعاسة و الكآبة قد غطت وجهه .

   ثم نهض متثاقلا و هو يقول بصوت حزين : ” هذه عاقبة زواج البدل “

معضلة يا أستاذ ، لا انا قادر على عصيان والديَّ ، و لا أنا قادر على نسيان أم مبارك ، و  مبارك مبعثر بيننا …

————————

*نزار بهاء الدين الزين

   سوري مغترب