أقصوصة واقعية
نزار ب. الزين*
اين ابتسامتك اللطيفة يا أستاذ حسن ؟ تلك الإبتسامة التي لم تكن لتفارق فمك ؟
ترى هل هو هم الزواج ؟ أم ترى هو هم المعاش ؟
لم يجبني بكلمة واحدة ، إلا أن دمعة غالبها فغلبته ، تدحرجت فوق خده المصفر …
كان ذلك آخر لقاء لي به ، فقد قرأت نعوته بعد بضعة أيام .
الأستاذ حسن كان مدير المدرسة التي كنت أعمل بها ، و قد تميز بإنسانيته و دماثته، و تعامله مع موظفيه من معلمين و مستخدمين و كأنهم إخوته ، و يوجههم كأنه والدهم ، و يرعى التلاميذ و كأنهم أبناؤه …
كان جم النشاط و في منتهى الحيوية داخل المدرسة و خارجها ، ففي المدرسة كان لا يهدأ ، و مقعد مكتبه كان في حالة شوق دائم إليه ، أما خارجها فكان له عدة نشاطات و من أهمها مشاركته مع بعض زملائه المديرين و المفتشين ، في إنشاء نقابة للمعلمين ، لم تلبث الوزارة ثم الحكومة أن اعترفت بها ..
ثم …
أصبحنا نجتمع معا في مركز النقابة بعد الدوام الرسمي ،فلم أألو جهدا في معاونته من أجل تطوير النقابة مما وطد صداقتنا ..
ثم ….
عرفنا أنه خاطب و على وشك الزواج ، ففرحنا له و كدنا نزغرد !
ثم …..
حضرنا حفل عقد قرانه …
ثم ……
علمنا أنه طلب إحالته إلى الإستيداع لمدة أربع سنوات ، سعيا لرفع مستواه الإقتصادي..
ثم …….
خسرناه – آسفين – كمدير لمدرستنا …
عندما عاد بعد السنوات الأربع ، فوجئ بأنه خسر مركزه كمدير مدرسة !
ثم …
كانت صدمته الكبرى التي هزت كيانه ، عندما قرأ أمر تعيينه ككاتب في ديوان الوزارة !!!
سوري مغترب