حيى سليم أفندي رئيسه بحرارة ، معتذرا عما بدر منه أمس ، معترفا بانه أساء الأدب ،
ثم …
اندفع نحوه فقبل رأسه ،
ثم …..
انسحب من الغرفة مستأذنا .
***
بعيد ذلك ، قدمت السكرتيرة هاشة باشة على غير عادة ، حاملة كومة من الأوراق ، وضعتها على المكتب ، ثم وقفت تنتظر أوامر المدير ، و الابتسامة العريضة لا تزال تزين وجهها ، و بعد أن قرأها و وقع ما يحتاج منها إلى التوقيع ، دفعها إليها ،
ثم…….
أعطاها تعليماته حولها ، و هي ما فتئت تكرر عبارة : ” أمرك ابراهيم بك !.. حاضر ابراهيم بك ! . .بماذا تأمر أيضا سعادة البيك ؟ “
***
بعد لحظات ، قدم الآذن* أبو محمود بفنجان القهوة ، قدمه للمدير و هو يقول : ” كلنا في الدائرة خدامك يا جناب البيك ” ، و إذ بلغ باب الغرفة في طريقه للخروج ، ناداه المدير آمرا ، فعاد على عقبيه مسرعا ، و بلا مقدمات ، و بشفتين مرتعشتين أخذ يرجوه :
– “أبوس ايدك” يا بك اشطب اسمي من القائمة ، فورائي أحد عشر نفرا أكد من أجلهم ، تسعة من الأبناء و البنات و أمهم و والدتي المقعدة ، سيموتون من الجوع إذا أنت لم تفعل !…
رد المدير متعجبا :
= أية قائمة ؟ ما هذا التخريف يا أبا محمود ؟
رد أبو محمود بثقة و رجاء :
– قائمة التسريحات سيدي ، لقد انتشر الخبر منذ الأمس !
=أي خبر يارجل و أية تسريحات ؟
– أليست الشركة بصدد تسريح 10% من موظفيها ، يا سعادة البيك ؟
ضحك المدير حتى بانت لهاته و هو يجيب أبو محمود :
= إذن هذا هو سر التهذيب الذي حل عليك فجأة ، بل و عليكم أجمعين … !؟!
سوري مغترب