صة قصيرة
نزار ب. الزين *
أحاطوا به و بدؤوا يتفنون بايذائه
و هو يصرخ مستنجدا
دون أن يجرؤ أحد على نجدته
و من هوّة اليأس إنبثقت ومضة شجاعة
دفع أحدهم فأوقعه أرضا
ثم قفز من فوقه مطلقا قدميه تسابق الريح
و اندفع رأسا نحو مكتب الأخصائي الإجتماعي
*****
استغرق دقائق حتى تمكن من التقاط أنفاسه قبل أن يتكلم
فخرجت كلماته متلجلجة من فم مرتعش :
– يا أستاذ
جماعة طلال يبغون ذبحي ؟!
أرجوك أريد أن أتصل بوالدي …
ثم استغرق الأمر دقائق أخرى إلى تمكن الأستاذ علاء من تهدئته ، و الاستماع من ثم إلى قصته .
*****
منذ مطلع العام الدراسي ، و طلال يلاحقني و أنا أتهرب منه
و لكنه بدأ الآن يسلط عليَّ أفراد عصابته …
أجل يا أستاذ علاء ، إنها عصابة من طلاب المدرسة يأتمر أفرادها بأوامره و ينفذون له رغباته ..
حكايته مشهورة يا أستاذ علاء ، و كل طالب في المدرسة يعرفها ..
*****
توقف الأستاذ علاء عن أداء أي عمل آخر ،
و شرع يحقق في الموضوع إلى أن تمكن من جمع الخيوط كافة ، فتبين له ،أن طلال هذا ، من افشل طلاب المدرسة دراسيا ، و أنه يستغل نفوذ والده الكبير ، و نقوده الوفيرة لممارسة شذوذه ….
ثم ما لبث الأستاذ علاء ، أن تعرف على عدد من ضحاياه ،
ثم كتب تقريره ….موصيا بطرده من المدرسة مع جميع أفراد عصابته ؛ ثم عرض التقرير على مدير المدرسة .
*****
لدهشته الكبيرة
استشاط الأستاذ عبد اللطيف ، مدير المدرسة ،غضبا !
ثم صب جام غضبه على الأستاذ علاء :
– ” أنت هاوي متاعب يا أستاذ علاء ”
” أنت تعجل على خراب بيتك يا أستاذ علاء ”
” و تجرنا معك لخراب البيوت يا أستاذ علاء ”
” من أنت حتى تتطاول على أسياد هذا البلد الذين يقدمون لك و لأولادك لقمة العيش ؟!
ثم أضاف أمام دهشة علاء المتناهية :
– الجرثومة الحقيقية التي يجب التخلص منها ، هو تلميذك ( مهند ) صاحب الشكوى ، و من هم على شاكلته !
ثم التفت إلى وكيل المدرسة آمرا :
– أصدر في الحال أمرا بطرد كل من مهند ،عبد المولى ، فكري ، عاطف ، نور الدين ، سميح ، و عبد القادر..
تخلص الأستاذ علاء من تقززه بصعوبة ليعترض قائلاً :
– هؤلاء الذين ذكرت يا أستاذ عبد اللطيف هم الضحايا !
يصرخ الأستاذ عبد اللطيف في وجه الأستاذ علاء :
– أنت ضحية سذاجتك يا سيد إجتماعي ، ثم أمسك تقرير الأستاذ علاء فمزقه !
—————————-
سوري مغترب