قصة قصيرة
نزار ب. الزين*
يقوم البناء المادي على ثلاثة ابعاد الطول و العرض و العمق
و يقوم مجرى التاريخ على أربعة أبعاد الطول و العرض و العمق و الزمن
و يقوم مجرى الحياة البشرية على خمسة أبعاد الطول و العرض و العمق و الزمن و الحب .
و يقوم مجرى الحياة السياسية البشرية على ستة أبعاد الطول و العرض و العمق و الزمن و الحب أما البعد السادس ….؟!!!!!!
*****
يحكى أن زعيما وقف في وجه العنصرية و رموزها
و فرض الدمج العنصري بقوة القانون
و كافح من أجل ذلك حتى انتصر
نصرٌ لم تتقبله فئة اعتادت استعباد الناس و اضطهاد الناس و استغلال الناس …
و لكن خوفا من غضب التاريخ و الناس …
حبكوا له في الظلام ، ثم قضوا عليه …
و تركوا الناس بحيرة بين الشك و اليقين !
*****
و يحكى أن زعيماً أحبه الناس
من الخليج إلى المحيط
و التفوا من حوله
و ناصروه في كفاحه ضد الهيمنة و التسلط و الإستغلال و الظلم
لم تتقبله أمة ورثت حكم نصف العالم فحكمته بالمباشرة حينا و باللامباشرة حينا آخر ، و هي تجاهد لحكم نصفه الآخر بالمباشرة أو باللامباشرة.
وجدوا فيه معيقا لخططهم و خطط صنائعهم …
و لكن خوفا من غضب التاريخ و الناس
حبكوا له في الظلام ثم قضوا عليه
ثم تركوا الناس بحيرة بين الشك و اليقين
*****
و يحكى أن أميرة رائعة الجمال ، محبة للناس ، حتى ملكت قلوب الناس .
حاول زوجها و من خلفه عائلته اضطهادها غيرة و حسدا ، فوقفت في وجههم جميعاً غير هيابة ، فانتهى أمرها بالطلاق من زوجها الأمير .
و لكنها ظلت أميرة بنظر القانون و الناس ..
ثم أحبت ، و ياليتها ما أحبت ….
شابا يعيبه أنه ينحدر من أبناء مستعمرة سابقة ..
و هذا من شأنه أن يمس عنجهية و هيبة مملكة حكمت نصف العالم ذات يوم ..
و لكن خوفا من غضب التاريخ و الناس
حبكوا لها و له في الظلام
ثم قضوا عليهما
و تركوا الناس بحيرة بين الشك و اليقين
*****
و يحكى أن شتاتا من مجموعات بشرية
قررت إحلال التاريخ محل المعاصرة
فاغتصبت الأرض و البيت و الماء
و اقامت المجازر و المسالخ في كل مكان
ثم هجَّرت من هجرته
ثم سجنت من تبقى في سجن كبير كبير
بنت حوله سوراً يضاهي سور الصين العظيم
و إذ تصدى لهم زعيم أحبه الناس
فالتفوا من حوله
و ناصروه في كفاحه
وجدوا فيه معيقاً لمخططاتهم
و لكن خوفا من غضب التاريخ و الناس
حبكوا له في الظلام ثم قضوا عليه
و تركوا الناس بحيرة بين الشك و اليقين
*****
و يبقى البعد السادس في عالم الخفاء
تائهاً بين الشك و اليقين
—————————–
سوري مغترب