أقصوصة : نزار ب الزين

     كانت في قمة السعادة  عندما كانت تستعرض و حشد كبير من أولياء الأمور ، موكب الخريجين ، و ما أن لمحت “ليلى” تمشي الهوينى بخطى موزونة تتناسب مع أنغام الفرقة الموسيقية أسوة بزملائها ، حتى جن جنونها فرحا و ابتهاجا ..

    و ما كادت طقوس الإحتفال تنتهي حتى اندفعت نحوها ، لتعانقها طويلا ، فقد تكلل  سهر الليالي بالنجاح  ، بل و بالتفوق مع مرتبة الشرف …

–      إنها  فرحة العمر يا ليلى ، أتعلمين ؟ منذ انتقيناك – أنا و المرحوم –  توسمنا فيك كل خير ، و شعرنا أنك ستكونين محل فخرنا و اعتزازنا..

على حين غرة تغيرت ملامح ليلى ، و انتقلت مشاعرها  من الفرح العارم إلى الاضطراب الشامل ، حتى أنها تداركت سقوطها بصعوبة ، و بصعوبة خرجت كلماتها من فم مرتعش متسائلة :

–      انتقيتماني ؟!!!

لم تقتنع ليلى بمحاولات أمها الملحة التبرأ مما قالته ، بل أصيبت بحالة اكتئاب كادت تودي بحياتها ، و لكنها بعد بضعة أيام ، تجلدت و عزمت على أمر .

أخذت تبحث في مكتبة المرحوم و أدراجه كلما سنحت لها سانحة ، و كم كانت صدمتها مريعة عندما عثرت على ملف تبنيها …

ثم …

و ذات يوم ، خرجت ليلى  و لم تعد !

***********

*نزار بهاء الدين الزين

  سوري مغترب