أقصوصة

نزار ب. الزين

    شكا أبو شاكر – بقال قرية الغدير – من آلام ضرسه …

آلام مبرحة تعصف بكل كيانه ، و خاصة منطقة الرأس

طيلة الليل ، كان يتجول في غرفته الصغيرة الملحقة بدكانه ، و يده فوق خده ، و لسانه لا يكف عن الأنين و الشكوى..

قرية الغدير حيث دكان أبو شاكر ، ليس فيها طبيب أسنان و لا حتى طبيب بيطري !

أما مركز المحافظة فليس فيه طبيب أسنان ، إنما فيها طبيب بشري واحد يمارس الطب بأنواعه بما في ذلك الجراحات البسيطة كاسئصال الزائدة الدودية أو اقتلاع اللوزتين ، و لكن ليس فيها من يقلع الأسنان أو الأضراس  ، إذاً لا بد من التوجه إلى عاصمة الدولة .

مر به اسماعيل الطاهر ، المتعلم الوحيد من جيله في قرية الغدير ، و الذي يلقبه عناصر الدرك ساخرين بمحامي القرية ، وجده غارقا  في هذا البؤس ، فنصحه أن يضع قطرة واحدة أو قطرتين من حمض الكبريت ( الأسيد ) فوق ضرسه ؛  فيقتل الألم في الحال !.

توجه أبو شاكر في الحال إلى مطحنة القرية ، التي لم يبخل عليه صاحبها ببضع قطرات من ( الأسيد ) ، تناولها من البطارية التي يشغل بها محرك المطحنة …

ثم …

نقطّها له فوق ضرسه المنخور ..

فاحترق الألم

 و لكن ….

احترقت معه بضع أضراس مجاورة ..

و جزء من اللثة …

و بعض من عظم الفك !

————————————–

نزار بهاء الدين الزين

   سوري مغترب