قصة قصيرة
نزار ب. الزين*
مع دراسة أدبية
للقاص و الناقد المغربي محمد داني
أبو جميل مدرس رياضيات معروف و محبوب من قبل سكان العمارة و مشهور على مستوى الحي ،
و عائلة أبو سليم على علاقة حميمة مع عائلته ؛ و من هذا المنطلق فعندما شعرت روان إبنة أبو سليم بتقصيرها بمادة الرياضيات – و هي على وشك خوض إمتحانات الثانوية العامة – طالبت ذويها بالتسجيل في معهد خاص للحصول على دروس إضافية قد تساعدها .
ابتسمت والدتها و هي تقول لها : ” أتذهبين إلى المعهد و جارنا أبو جميل موجود ؟ “
*****
كان الدرس الأول مشجعا ،
و لكن …
و لكن خلال الدرس الثاني و بعد أن أمر أفراد عائلته بالامتناع عن دخول غرفة الجلوس لأي سبب كان ، خشية التشويش على الدرس ؛ جلس الأستاذ أبو جمال إلى جوار روان ،
اقترب منها أكثر،
تسلل حتى التصق بها أكثر ،
وضع يده فوق كتفيها ،
أزاحت يده بلطف ، لم تسئ به الظن بداية ، فقد تكون حركة غير مقصودة ..
و لكنه بعد دقائق أعاد الكرة ..
ثم بكل قحة مد يده الأخرى فوضعها فوق ساقها …
هنا أحست أن في الأمر سوء نية ….
فانتفضت ..
ثم هبت واقفة ،
أغلقت كتابها و دفاترها و هي ترتعش غضبا ؛
ثم حملتها جميعا و انصرفت ..
*****
لم تفه بكلمة واحدة عندما التقت أمها ،
و لكن الأستاذ أبو جميل إتصل بوالدتها ….
مؤكدا لها أن روان طالبة كسولة ،
و أنها أيضا غير مهذبة فقد غاردته دون إستئذان ،
و أنه غير متفائل بنجاحها في الثانوية العامة ،
و لكن روان رفضت الرد على تساؤلات أمها ، أو التعقيب على إفتراءات الأستاذ المبجل أو على خسته ،
فحتى لو باحت بسرها ، فلن يصدقها أحد ، أو هكذا ظنت !
ثم أصرت على الذهاب إلى المعهد الخاص!
*****
في اليوم التالي ارتدت سهير – إبنة أبو جميل – ثيابها و توجهت نحو الباب ،
يسألها والدها << إلى أين ؟ >>
تجيبه مبتسمة << ذاهبة لزيارة روان و سوف نتمشى معا في الضاحية ‘ و قد استأذنت والدتي في ذلك >>
يعقد جاجبيه و ينذرها جادّا : << روان ، فتاة مستهترة و أخلاقها سيئة ، أمنعك من الاختلاط بها و حتى من إلقاء التحية عليها ! >>
——————————
سوري مغترب