قصة قصيرة
نزار ب. الزين .
علي ، طفل في العاشرة ، تقمصته ‘ لعنة ‘ منذ نعومة أظفاره ، و لا زالت تحفر جراحات في قلبه تزداد عمقا يوما بعد يوم ..
فلأنه يقطن دار الأيتام ، لقبوه ب( النغل ) **و كذلك لقبوا كل من زملائه في الدار .
و لأنه ( نغل ) أصبح ملاحقا و صحبه ، كما تلاحق الإناث الموصومات .
و لكن …
عندما بلغ العاشرة ، أصبحت كلمة ( نغل ) تثيره و تفجر براكين غضبه .
و لكنه أيضا…
عندما بلغ العاشرة أصبح أقوى ، و بات بإمكانه الدفاع عن نفسه ، و الرد بقوة ذراعه على من يتجرأ فيناديه ( نغل ) و بالتالي كثرت صداماته و شجاراته ..
و على الرغم من تلك اللعنة الملقبة ب( نغل ) و التي ظلت مصدر تعاسته ، فقد تغلب ذكاؤه على ظروفه ، فبلغ الصف الرابع الإبتدائي عن جدارة .
و لكن….
بعد أن كثرت مشاجراته بسبب اللعنة الملقبة ب( نغل ) و التحرشات المرافقة لها ، بدأ أداؤه المدرسي بالإنحدار ..و بدأ يثير غضب مدرسيه (!)
*****
إندفع علي ذات يوم إلى مكتب المشرف الإجتماعي هائجا ، فقد وصفه مدرس الحساب الأستاذ عصام ب( النغل ) ، و عندما إعترض محتجا ، شرع بضربه بعصاه الخيزرانة ، إلا أن علي تمكن من الإنفلات من بين براثنه هاربا .
و بينما كان علي ينفثُّ عن مرير شكواه للمشرف الإجتماعي ، لمح هذا الأخير من نافذته ، الأستاذ عصام ، قادما عن بعد كالأسد الصهور ، مشرعا عصاه الخيزرانة ، ملوحا بها .
أمسك المشرف بيد علي و خرج به مسرعا إلى سيارته ثم إلى دار الأيتام القريبة ، ثم دخل به إلى غرفة المدير ، شارحا له الموقف .
هب مدير الأيتام واقفا ..
ناداه إلى قربه ..
إستل عصاه الخيرزانة من تحت طاولته …
و أمام دهشة المشرف الإجتماعي و ذهوله ، أخذ مدير الأيتام يجلد “علي” مرددا بغضب : << و تتمرد على مدرسيك ، يا النغل ( ؟؟!!! ) >>
—————————————-
النغل في بعض البلاد العربية تعني : ( إبن الحرام )
————————————
سوري مغترب