قصة قصيرة
بقلم نزار ب .الزين*
دخل الدكتور رجائي إلى مكتب الدكتور فؤاد و بعد أن تبادلا التحية الحارة ، طلب منه الجلوس ثم بادره بالحديث موضحا سبب إستدعائه :
– لديّ مريضة بحاجة إليك أكثر مني ، فكما تعلم أنا طبيب أمراض عصبية ، فبعد إجراء الفحوصات اللازمة تأكد لي أنها لا تعاني من علة عقلية إنما تشكو من إضطراب نفسي حاد ، لقد حاولت الإنتحار ثلاث مرات ، آخرها هنا في المستشفى ، و هي ترفض أن تنطق بحرف واحد ، و حتى الطعام لا تتناول منه إلا القليل و تحت الضغط و قد رفضته بداية فاضطررنا إلى تغذيتها بالسوائل – مرغمة – عن طريق الوريد .
و كما تعلم فأنا ليس لدي الوقت الكافي لأجلس معها طويلا لمحاولة فهم حالتها ، و المستشفى كما تعلم جديد لم يكتمل بعد جهازه الفني ، فرأيت أن أستعين بخبرتك كأخصائي نفسي ، فهل توافق ؟.
– و أنا تحت أمرك دكتور فؤاد ، و لكنني أريد بعض المعلومات بداية هل لك أن تطلعني على ملفها ؟
– ليس هناك الكثير في ملفها دكتو ر رجائي ، و بإمكاني أن أعطيك لمحة سريعة : ” فاسمها جمانة أبو الشوارب ، والدها الصيدلي المشهور المرحوم راغب أبو الشوارب – لا بد أنك سمعت عنه – هي أرملة منذ مدة طويلة ، في منتصف الأربعينيات من عمرها ، تعيش مع والدتها في حي القيمرية ، و لديها إبنة متزوجة تعيش في بلد أوربي و إبنا يعيش في بلد خليجي “
– هل عرفت أسباب محاولات الإنتحار دكتور فؤاد .
– ما قرأته في نسخة التحقيق ، أنها ألقت نفسها من الطابق الثاني فسقطت فوق حبال الغسيل في ساحة الدار فلم تصب إلا ببضع خدوش ، و بعد أقل من أسبوع رمت نفسها من سطح المنزل باتجاه الشارع المجاور فسقطت فوق عربة محملة بأكياس الخيش ، فنجت أيضا و لم تصب حتى بأي خدش ، و لكن الموضوع بلغ مخفر الشرطة هذه المرة ، و بعد التحقيق حوَّلوها إلينا ، أما المحاولة الثالثة فكانت هنا، حيث إنتزعت من وريدها أنبوب التغذية ، ثم فتحت نافذة غرفتها محاولة إلقاء نفسها من الطابق الرابع ، لولا أن انتبهت إليها الممرضة في الوقت المناسب .
– و الأهل ماذا قالوا و ما هو موقفهم ؟
– يبدو أن التحقيق لم يكتمل بعد ، و عندما قابلت والدتها هنا لم تفدني بشيء يذكر ، و الباقي في عهدتك دكتور رجائي.!
و الآن تفضل معي لو سمحت لأعرفك على مريضتك .
*****
الجلسة الثالثة
كتب الدكتور رجائي في ملف المريضة :
اليوم أحرزت بعض التقدم ، فبدأت المريضة تثق بي بعد جلستين فاشلتين ، و خاصة بعد أن أكدت لها أن كل ما ستقوله سيظل في طي الكتمان ، و أنني سأبذل جهدي لمساعدتها في التغلب على كل متاعبها و ظروفها ، كما أكدت لها أنها ليست مريضة عقليا ، كما وصمها البعض . و اليوم فقط نطقت فقالت :
– منذ أن نفق زوجي إلى جهنم الحمراء ، و أنا أعيش مع والدتي ، والدتي هذه سيدة عجوز و لكنها لا زالت تملك القوة الكافية لتضطهدني و تذلني بصفتي أرملة يؤازرها أخوالي صونا لتقاليد العائلة (16-17!) ، أرملة لا يجوز لها الخروج وحدها ، و غير مسموح لها بالعمل ، و إن خرجت فيجب أن تتحجب و أنا أرفض الحجاب ، أرملة لا يجوز لها أن تتجمل أو أن تذهب إلى الحلاق أو حتى الحلاقة لتنسق شعرها ، بل لا يجوز لها أن تقف أمام المرآة ، أرملة مفروض عليها الحزن على فراق زوجها إلى الأبد ، و إن لم تهتز لها شعرة عندما ذهب إلى غير رجعة ، أرملة لا يجوز لها أن تتصرف بتعويضات زوجها التي وضعوها في عهدة أحد أخوالي فأخذ يقطِّر عليَّ منها و على ولديّ، إلى أن نفذت أو إدعى أنها نفذت ، أما أخويَّ فكلاهما ظلا سلبيين و قد نأيا بنفسيهما عن مشاكلي مع أهلي فكانا على الدوام –و منذ الطفولة – لا في العير و لا في النفير..
*****
الجلسة الرابعة
– تشاجرت كثيرا مع والدتي و مع أخوالي ، إذا طالبتهم بحسابنا تشاجرنا ،إن آزرت ولديّ في أي شأن من شؤونهما تشاجرنا ، قاوموا بشراسة التحاق ابنتي بالجامعة فتشاجرنا حتى انتصرنا ، و لما انتصرنا خرجوا لنا بنغمة الحجاب فتشاجرنا من جديد ، و لكن عندما لم أعد أملك موردا ، إزدادوا شراسة في معاملتنا .
أحبت ابنتي أستاذها في الجامعة فتقدم لطلبها ، إعترضوا ، فبلادنا لا تجيز الحب ، بلادنا تمنع الحب حتى لو انتهى بالزواج ، فتصدينا لهم – أنا و ابنتي – و قاومناهم ، و تمكنت في النهاية أن أحتال على والدتي ، و أن أتوجه مع ابنتي إلى المحكمة الشرعية حيث تم عقد قرانها بمن تحب ، لتنتقل بعد أيام إلى عش الزوجية ، فقامت قيامتهم و لم تقعد ، و عندما تصديت لهم ضربوني – أجل ضربوني رغم أنني سيدة و أم و رغم أنني تجاوزت الأربعين من عمري – كان ذلك أول سبب لتفكيري بالخلاص ، الخلاص من هذا التخلف ، الخلاص من هذا التسلط و الإستعباد ، فكرت بالهرب و لكن إلى أين ؟ فكرت باللجوء إلى الشرطة و القضاء ، و لكن بأية حجة و من ينصرني ؟ فبسبب غربتي الطويلة لا أعرف أحدا ؛ شعرت أنني ، أسيرة ، سجينة ، مضطهدة ، ذليلة ، لسبب واحد أنني أنثى و – يا لعيبي – أنثى أرملة .
و تكرر الموقف بعد ذلك مع إبني ، فقد أحب زميلته في الجامعة ، و طلب من أخوالي أن يتقدموا لخطبتها ، فاعترضوا و رفضوا الفكرة من أساسها ، لأنهم لا يعترفون بالحب أولا ، و لأن الفتاة ابنة مهني ، و من عائلة ليست من مستوانا الإجتماعي( 16-17) ، قلت لهم : ” من نحن و ما الذي يرفع منزلتنا عن الآخرين ؟ ، زوجي كان موظفا مدمنا و فاشلا ، و خالاه – أي أخوي – موظفان عاديان و أخوال أمه أقل من عاديين؛ فعلام الغرور و هذا الإعتزاز الزائف ؟! ” فقامت قيامتهم من جديد و لكنني تمكنت من إتمام زواجه من وراء ظهورهم ، و هكذا فقد عاونت ولديَّ على الخلاص لأبقى وحدي في قفص التخلف و الهمجية ! تسألني لِمَ لم أقم مع أحدهما ؟ أجيبك بأن ابنتي هاجرت مع زوجها إلى بلد أوربي ، و إبني التحق بعمل في إحدى دول الخليج ، و الأهم أنني لم أطلب منهما و لم يدعواني !
*****
الجلسة الخامسة
– طفولتي تعيسة يا دكتور كما صباي و كما حياتي كلها ..
بعد وفاة والدي المفاجئة ، انخفض مستوانا الإقتصادي فجأة ، فاضطرت والدتي بداية ، لبيع كثير من قطع الأثاث لسداد ديونه و لم تترك إلا الضروري منه . كانت تساعد والدي- قبل وفاته – في تركيب بعض الأدوية ، كالصابون المزيل لقشرة الرأس ، و صبغات الشعر ، وشربة الدود ، و تعبئة البرشام بالمساحيق الدوائية ، فاستأنفت ذلك بعد أن انتهت فترة الأحزان ، ثم أخذت تسوِّقها لدى زملاء والدي القدامى .
لديّ ثلاثة أخوال ، عارضوها في البداية ، لأنها ستضطر لمقابلة الرجال و التعامل معهم ، و لكن عندما طلبت مساعدتهم المالية ، غيروا موقفهم في الحال متجاهلين إعتراضاتهم السابقة !.
– حقا إنها سيدة مكافحة كما تفضلت و لكن …. ؟ّ علّقتً ، فأجابتني :
– و لكنها كانت ظالمة في معالمتي خاصة ، و كأنني كنت عبئا عليها غير مرغوب فيه !
تصور يا دكتور أنها كانت تسحب اللحاف ( الغطاء القطني أو الصوفي ) من فوقي ليلا ، و تغطي به أخويّ ، ربما لأننا كنا لا نملك غيره، و لكن ….صحوت ذات مرة و أنا أرتجف بردا ، فحاولت استعادة الغطاء ، فأحست بي فمنعتني بغلظة ، فاقترحت أن أنام إلى جوارهما فكانت الإجابة صفعة دوختني !
كانت تخاف على أخويّ – و هما أكبر مني – من الخروج ، فترسلني لقضاء احتياجات المنزل ، كنت في التاسعة من عمري عندما دعاني البقال – ذات يوم – إلى داخل دكانه ليمنحني بعض الحلوى ، و بعد أن ملأ جيبي بها رفع فستاني و ضمني إليه ثم أخذ يقبلني و لكنه عندما تمادى ، فزعت و صرخت فأخذت أبكي فخاف و تركني ؛ هرعت جريا إلى البيت ، و قبل أن تسألني لماذا تأخرت ، أخذت تصفعني و تركلني، فخلفت كدمات في راسي و بقع ملونة فوق وجهي منعتني من الذهاب إلى المدرسة لعدة أيام .
إلا أنني رفضت بعدئذ الخروج لإحضار لوازم البيت ؛ ضربتني ، حبستني بالمرحاض ، جوعتني ، إلا أنني بقيت على موقفي بكل عناد .
كانت قاسية بل وحشية في معاملتي ؛ كانت تظن أنها تنشِّئني نشأة صالحة كأنثى!!.
إلا أنها كانت في الحقيقة ، تغرس في نفسي الإحباط و اليأس و الكراهية ، و السخط لأنني خلقت أنثى و لم أكن ذكرا . و لديّ شكوك تخامرني حتى اليوم من أنها ليست أمي ، ربما زوجة أبي !
الجلسة السادسة
– كنت في الحادية عشر عندما توفيت زوجة جدّي الثالثة ، فجاء إلى دارنا مقيما .
كان يدافع عني و يحميني من بطش والدتي فأنست إليه ، و ذات يوم ، خرجت والدتي لقضاء حاجاتها شبه اليومية ، فاستدعاني و أجلسني على حجره ، إلا أنه بدأ يفعل ما فعله البقال ؛ تصور جدي يفعل ذلك ؟! جدّي يا دكتور ، جدي ، أجل جدي ! فدفعته عني و جريت ، لحقني ، صعدت سلم الطابق الثاني ، لحقني ، فدفعته بكل قوتي ، فسقط كالكرة ( المنفسه ) التي فرغ منها الهواء ، و تدحرج من درجة إلى درجة، فأصيب بعدة كدمات و كسر في الذراع ، و عندما عادت والدتي سألته عما حدث له فلفق لها قصة ، إلا أنه لم يذكر أنني دفعته ، فصمت بدوري .
و لكنه – بعد أن تماثل للشفاء – ، كرر محاولاته فاضطررت أن أحكي لها ، فلم تصدقني ، بل إنهالت عليّ ضربا ! ثم وصمتني تارة بالكاذبة ، و تارة بالشيطانة ، و همست لأحد أخوالي بمخاوفها من أن شيطانا أو جنيا كافرا قد يكون تقمصني ؛ ثم أطلقت عليّ لقب النمرودة أي المتمردة ، هذا اللقب الذي لازمني حتى يوم فرحي بل حتى يومي هذا !
و لم ينقذني من خرف جدي غير إصابته بالشلل والإنتقال من ثم إلى الجحيم !
علق الدكتور رجائي في أسفل صفحة المقابلة :
” كانت تحدثني بعينين دامعتين ، و كثيرا ما كانت تتوقف أثناء حديثها لتجهش بالبكاء ، أو لتسرح بعيدا كأنها تتمثل تلك الوقائع فيعتصرها الألم.مما يؤكد لي أنها صادقة فيما تقول .
هذا النوع من الشذوذ في سلوك الجد الذي تحدثت عنه جمانة، نادر للغاية إلا أنه موجود ، و قد مرت عليّ حالات إغتصب فيها الأب ابنته و الأخ أخته بل و ما هو أسوأ من ذلك .
*****
الجلسة السابعة
– في المدرسة كانت المعلمات يعاقبنني لأتفه الأسباب ، و عند بلوغي الصف الأول الثانوي رفضت أن أمد يدي لتضربني عليها إحدى المعلمات ، أجل رفضت بل تجرأت فقلت لها : ” الضرب ممنوع ” فجن جنونها ، ثم حولتني إلى المديرة ، و هذه استدعت أحد أخوالي ، و كانت قضية لا تضاهيها قضية فلسطين . أجبروني على الإعتذار و أن أعود إلى الصف فأمد يدي لتضربني عليها المعلمة أمام زميلاتي– حفظا لماء وجهها أمامهن – و وعدوني أن الضربة ستكون رمزية فقط ، صدقتهم و لكنها لم تكن كذلك بل كانت عدة ضربات إنتقامية موجعة، و عندما عدت إلى البيت كان العقاب في انتظاري أيضا .
الأم تضرب ، الخال يضرب ، المعلمة تضرب ، المديرة تضرب ، لا أحد يتقبل كلمة لا ، كلمة لا حرموها عليّ يا دكتور .
في هذه السنة فرضت عليَّ والدتي أن أضع خمارا على رأسي ، رفضتُ بداية ، و لكنها هددتني بمنعي من إتمام دراستي ، أخذت أسايرها فيما بعد ، فكنت ما أن أغادر الحي حتى أنزعه عن رأسي ، و ذات يوم ، شاهدني أصغر أخوالي أتمختر بدون خمار- كما قال – فتقدم مني و حدجني بنظرة كلها شر و تهديد ، ثم تركني و انصرف و لكنه كان قد سبقني إلى البيت ، و هناك بدأ تعذيبي ، صفعات و ركلات ، و أكملها من ثم بقص شعري ، فصرخت و استنجدت و استجرت بأمي فكان جوابها : ” تستحقين كل ما يصيبك يا كلبة يا نمرودة ! ” اغتنمت سانحة فعضضت يده بكل ما أملك من كراهية و حقد حتى أدميته ، عندئذ فقط تركني .
و في جلسة خصصت للنظر في شأني قرر مجلس العائلة ( 16-17 ! ) أن أتوقف عن الذهاب إلى المدرسة و أن أحرم من مواصلة تعليمي و أن يزوجوني لأول طالب حتى لو كان حمالا !
*****
الجلسة الثامنة
– ثم تزوجت ، لم يعجبني شكله بداية الأمر ، كان قصير القامة أخن الصوت ، إضافة إلى أنه موظف في الدرجة العاشرة لكنه يعمل في إحدى دول النفط ، لم تكن لديه أية ميزات تذكر سوى هذه ، فوافقت و كنت لا أزال في الرابعة عشر ، على أمل الخلاص من سجني ، فكنت كالمستجيرة من الرمضاء بالنار ، كان سكيرا عربيدا ، ما أن يعود من عمله كمربي (16-17 !!!! ) حتى يبدأ بشرب البيرة ، يشرب و يشرب و يشرب حتى يطفح ، أما يوم الخميس فكان له طقوس أخرى ، يدعو من هم على شاكلته لا فرق إن كان متزوجا أو كان أعزبا ، و هات يا وسكي و هات يارقص حتى الصباح ، كنت أندمج أحيانا معهم بحكم الإجماع ، و كدت أنزلق مرارا ، إلا أنني كنت غالبا متماسكة رافضة أن أكون عشيقة لأحد و غالبا مشمئزة ، و إن اعترضت فجزائي صفعة و إن تماديت فالجحيم ينصب على كل جزء من جسدي النحيل . و لا أدري كيف مضت سنوات زواجي الخمس عشرة عندما أصابته جلطة دماغية قتلته في الحال .
*****
الجلسة التاسعة
– تقول يا دكتور أنك أرسلت إلى ولديّ تخبرهما عن حالتي ، و أنك لم تتلق الرد منهما حتى الآن ، يا ليتك لم تفعل ، فلا أريد أن أسمم حياتهما بوجودي بين أحدهما ، و لا أريد أن أكون عالة على أي منهما ، و لكن لا أريد أيضا أن أعود إلى سجني ، .فما أن تسمحوا لي بالخروج من المستشفى ، حتى أبدأ بالبحث عن عمل ، لو خادمة في البيوت أو المطاعم ، أنا الآن أكثر هدوءا من أي يوم مضى يا دكتور ، و الفضل لك فقد أرحتني و ساعدتني على إخراج النار التي كانت تشتعل في صدري .
*****
علق الدكتور رجائي فكتب أسفل صفحة المقابلة :
– أبلغت الدكتور فؤاد ، بأن المريضة ليست مريضة ، إنما هي إنسانة معذبة ، و رجوته أن يجد لها عملا في المستشفى ، و لكنه أجابني – بشكل غير متوقع – بأن مؤسسته علاجية و ليست جمعية خيرية (!)
حصلت على عنواني و لديها و كتبت لهما منذ عدة شهور ، و لكنني لم أتلق منهما أي رد (!)
قابلت والدتها فكان رد فعلها ، أن لطمت خديها هائجة : ” لقد فضحتنا هذه النمرودة ، الله يقصف عمرها و يخلصنا منها “(!)
اتصلت بالمؤسسات الإجتماعية فلم أتلق ردا حتى اليوم (!)
ثم اتضح لي أن بلدنا تفتقر إلى مؤسسة ترعى النساء المضطهدات (!)
لقد وعدتها بالمساعدة و لكنني أجد نفسي عاجزا عن تنفيذ وعدي (!)
*****
(الجلسة العاشرة)
– في الواقع هذه ليست جلسة مع المريضة، فالمريضة إنتحرت و نجحت هذه المرة .
إنها جلسة مع الذات ، هدفها إغلاق الملف فأقول :
لا زال التخلف يحكمنا ، و الأعراف تدمر النفوس ، و اضطهاد النساء تزداد حدته .
كان من الممكن إنقاذ جمانة ، لو توفرت مؤسسات الرعاية المناسبة ، أو توفر على الأقل وفاء الأبناء .
و هكذا انتهت جمانة
ألقت بنفسها هذه المرة من سطح المستشفى فوصلت إلى الأرض ممزقة .
————–
سوري مغترب