أقصوصة بقلم : نزار ب. الزين*
بينما كانت الحمامة البيضاء تقوم بتنظيف عشها إستعدادا ً لإنجاب جديد ؛
و بينما كان زوجها يقوم بطيران مكوكي جيئة و ذهابا حاملا بمنقاره أعواد القش ، ليدعم بها ذلك العش ؛ إذا بفراخهما تعود مذعورة نحوهما و قد انتابتها حالة من الرعب و الهلع !
” ماذا ؟ ما الأمر يا أحبائي ؟ هل في الجو صقر أو نسر ؟ أم زنانة ؟ أم حوامة ؟ ” قالت الحمامة البيضاء ، ثم أخذت تهدئ من روع فراخها ، عندما كررت السؤال بعد حين ، أجابتها إحداها ” إنهم يطلقون الرصاص ! “
تضحك الحمامة البيضاء ، تربت بجناحيها فوق ظهور فراخها ، ثم تقول لها : – تعالوا أحكي لكم قصة بني يعرب :
إذا دافعوا عن وطنهم يطلقون الرصاص على أعدائهم .
و إذا إنهزموا يطلقون الرصاص على بعضهم بعضا .
إذا غضبوا يطلقون الرصاص في الهواء إحتجاجا .
و إذا احتفلوا يطلقون الرصاص في الهواء إبتهاجا .
إذا تناحرت عائلتان يطلقون الرصاص إنتقاما .
و إذا تصالحتا يطلقون الرصاص إحتفاء .
إذا استعدوا لإنتخابات ، يطلقون الرصاص ترهيبا .
و إذا فازوا في إنتخابات ، يطلقون الرصاص فرحا و سرورا …
هذه طبيعتهم ، رجولتهم تقترن دوما بما يطلقونه من رصاص !
———————-
سوري مغترب