أقصوصة
نزار ب. الزين*
أنيس بك مدير دائرة حكومية ، مشهود له بالإستقامة و النزاهة و النشاط ، و كذلك بالإخلاص في مجالي العمل و الأسرة ، إقترب الآن من الستين عمرا ، و بدأ خطر التقاعد – كما كان يردد – يقترب منه ، فهو لم يستطع التخيل أنه سيقضي أيامه المقبلة مقعدا في بيته كالعجزة ، ثم رفع طلبا بالتجديد إلى رؤسائه مؤكدا لهم أنه لا زال في صحة جيدة و في أوج النشاط ، فجاءه الرد من دائرة شؤون الموظفين ، أنهم قرروا التجديد له حتى نهاية العام الحالي ، أي – و كرما منهم – خمسة أشهر أخرى .
و إذ انتهت المدة و أنجز أنيس بك تسليم العمل لمن خلفه ، و ودع مرؤوسيه السابقين ؛ عاد إلى بيته حزينا كئيبا ، أما زوجته فلم تخفِ فرحتها فقد آن لزوجها أن يستريح ، و آن لهما أن يمضيا – معا – بقية العمر مطمئنين براتب تقاعدي كافٍ و تأمين صحي يغطي مشاكل كبر السن .
و ابتدأ – من ثم – أنيس بك بإجراءات الراتب التقاعدي ، منغمسا بروتين طويل استغرق بضعة أشهر أخرى ، ثم صدر القرار :
1 – الراتب التقاعدي 60% من راتبه الأساسي .
2 – يتم خصم جميع التعويضات الإضافية .
3– يتوقف التأمين الصحي ، عنه و عن زوجته ، إعتبارا من تاريخ صدور القرار !!! .
=======================
سوري مغترب