ق ق ج
نزار ب الزين*
-1-
اشتهت زوجته الحامل خبز التنور ، فلباها على الفور رغم بعد المخبز المختص بهذا النوع .
عندما حان دوره ، لفتت نظره حروق و قروح ينزف منها القيح و قد ملأت يدي الصبي ، الذي يقوم بإلصاق رقائق العجين على جدران بيت النار .
كان الرجل في غاية التهذيب عندما احتج لدى صاحب المخبز قائلا :
“ألم تلاحظ قروح أجيرك ، إشفق عليه يا أخي ، إذا لم تشفق على زبائنك من تناول خبزك الملوث ” ؛ و لذهوله الشديد انفجر الخباز في وجهه غاضبا و بأعلى صوته صاح بالرجل : ” ألا تخاف ربك يا هذا ؟ هل هناك راد لقضائه ؟ و هل تسعى لخراب بيت الصبي و هو الذي يعيل أمه و إخوته اليتامى ؟ ألا تعلم أن قطع الأرزاق أصعب من قطع الأعناق ؟! “
-2-
– صباح الخير استاذ عباس ، هل جرب معك أحد كذبة نيسان اليوم …
– لست أنا من تنطلي عليه كذبة نيسان يا أستاذ نعيم !
بعد أن قضى غرضه من مكتب الأستاذ نعيم سكرتير المدرسة ، ودعه و انصرف ؛ و بعد أقل من عشر ثوان ، خرج الأستاذ نعيم من مكتبه مناديا الأستاذ عباس : “لديك مكالمة هاتفية يا أستاذ !”
عاد الأستاذ عباس مسرعا و ما أن دخل مكتب الأستاذ نعيم حتى بادره هذا مبتسما :
– كذبة نيسان يا استاذ عباس ، “تعيش و تاكل غيرها !”
ما أن أكمل جملته حتى اشتعل وجه الأستاذ عباس غضبا و كمن لدغته أفعى ، صاح :
– هذا كذب حقيقي و خداع دنيء ، هذا استهتار و عدم احترام ، هذه إساءة لن أغفرها لك يا أستاذ جحيم ، ما حييت ! “
-3-
– أنت تضيِّع نصف راتبك على الخمر و السغاير و السهر مع الأصحاب ، هذا و الله حرام ، أولادك بحاجة للتغذية الجيدة كي ينموا اصحاء ، و بحاجة للملابس و اللوازم المدرسية ، و أنت تقتر عليهم في كل ذلك ، حرام .. حرام .. حرام …
ما أن أكملت جملتها الأخيرة ، حتى تفجرت براكين غضبه فأخذ يعربد صائحا :
– لم تخلق المرأة التي تسيِّرني.. أنا الرجل في هذا البيت و لا و لن أسمح لكِ بالتدخل بخصوصياتي ، و لتذهبي إلى الجحيم أنت و أطفالك .
=======================
سوري مغترب