ق ق ج

نزار ب. الزين*

عوافي و هنا

في قاعة فسيحة قابلها  حاجز ذي نافذة  صغيرة ، ظهر من ورائها مكتب الموظف المسؤول عن تثمين البيوت لفرض ما يناسبها من ضرائب ، كان المكتب فخما ، رصت فوقه أدوات المكتب بعناية ؛ إلا أنه كان خاليا ، مع أن عقارب الساعة كانت تشير إلى العاشرة صباحا ،

ثم ..

تكاثر المراجعون

ثم …

 أخذوا يتهامسون ضجرا و تذمرا

ثم….

 تجرأ أحدهم فقال متهكما : ” ترى هل نحن في عطلة رسمية و لا ندري؟ “

ثم….

مر الآذن* سأله أحدهم : ” أين سعادة البيك ؟”

و أمام  ذهول جميع المراجعين ، أجابه الآذن غاضبا : ” دعه يهنأ بتناول فطوره يا أخي ! “

نوم العوافي

قالوا له أن زوجته مسافرة و بالتالي فإنه يمضي أكثر أوقات فراغه  في المقهى مع أصحابه ، و لما كان لا يعلم في أي مقهى يسهر ، لم يجد بدا

من الذهاب إلى مكتبه في وزارة البترول ، ليقدم له دعوة زفاف إبنه ، و بعد أن أرشده الآذن* إلى مكتبه ، نقر الباب و دخل ، ليفاجأ به غارقا في نومه بينما كان شخيره يعلو كغرغرة أرغيلة* !

بقدر ما يعطوني أعطيهم

عاد منذر إلى  مدينته قادما من إحدى دول الخليج في إجازة الصيف ، و احب أن يزور صديقه ليفاجأ بأنه باع بيته في المدينة القديمة و انتقل إلى إحدى الضواحي ، و لكن أحدا من جيرانه القدامى لا يعرف عنوان مسكنه الجديد ، فاضطر إلى البحث عنه في وزارة الكهرباء حيث يعمل ، و تمكن بعد لأي من إقناع حارس الباب بالسماح له بالزيارة ؛ و لدهشته الشديدة كان صديقه يقطف حزمة من الملوخية وضعها فوق مكتبه الفخم .

و بعد عناق طويل و تبادل القبلات ، سأل منذر صديقه ضاحكا ممازحا : ” هل تحصل على راتبك الشهري مقابل قطف الملوخية ؟” فأجابه جادا :” بقدر ما يعطوني أعطيهم !!!”

=======================

 *الآذن : الحاجب أو الفراش

*الأرغيلة أو النرجيلة أوالشيشة

=======================

*نزار بهاء الدين الزين

   سوري مغترب