أقصوصة : نزار ب. الزين
اقتضى إصلاح التمديدات الصحية عدة أيام ، مما أتاح لفايز ملاحظة ما يجري في المطبخ ، كما أتاح له التقرب من من اسماعيل و هو أحد مساعدي الطباخ .
و ذات يوم استبد بفايز الفضول فاقترب من اسماعيل و سأله متعجبا :
– لَمِ تصنفون بقايا الطعام ، طالما أنه سيرمى في صندوق القمامة آخر الأمر ؟
ضحك اسماعيل و هو يجيبه :
= هذا سر المهنة يا صاحبي !
فضحك فايز بدوره و هو يرد عليه :
– لا تخشَ على المهنة يا أخي ، فأنا راضٍ عن مهنتي و لن أتركها لأصبح طباخا .
ثم ابتدأ اسماعيل في الشرح متحمسا :
= في هذا الوعاء ، نجمع بقايا اللحم بجميع أنواعه ، غنم ، عجل ، دجاج و حتى خنزير ؛ نطحنها معا عند الطلب ، و نصنع منها “كبابا” أسميناه ” كباب الجنة ” .
و في هذا الطبق ، نجمع بقايا الخبز بجميع أنواعه و نضيفه إلى الحُمُّص ، و بقايا الزبدة ، مع الطحينة أو مع اللبن الرائب حسب الطلب ، ليصبح الخليط “فتة حُمُّص” أسميناها : ” تسقية صباح الخير ” .
و في هذا الوعاء نجمع بقايا الطعام المطهو ، نخلطها معا و نضيف إليها البهارات المناسبة بما فيها “الكاري” ثم نقدمها لطالبها على أنها “برياني بنغلداش” لنميزها عن البرياني الهندي المعروف .
و في هذا الوعاء نجمع بقايا الحلويات ، و نخلطها معا و نقدمها لطالبها تحت مسمى “الست المستحية” .
و هكذا ترانا يا صاحبي أننا في مطعم << مأكول الهنا >> من أكثر الناس محافظة على البيئة !!!…
نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب