أقاصيص
نزار ب. الزين*
صناديق البرتقال
عُين الأستاذ نبيل حديثا في إحدى المدارس الإبتدائية ، و قد أذهله كرم الدولة الخليجية تجاه تلاميذها ، فوزارة التربية تقدم لهم الملابس و الأحذية و الكتب و الكراسات و حتى الأقلام سنويا ، و وجبة طعام سخية يوميا ؛ و لكنه كان يتساءل مستغربا : ” كيف أنهم يقدمون كل هذا الطعام ، بمثل هذا الكرم الحاتمي ، و يقترون في تقديم الفاكهة ؟ نصف تفاحة فقط أو نصف برتقالة ؟!؟ ترى هل الفاكهة غالية الثمن لهذه الدرجة ؟ و لكن من ينفق الألوف لا يضيره إنفاق ألف إضافية ؟؟! ”
و ذات يوم اضطر للاستئذان مبكرا ، و غادر المدرسة من بابها الخلفي حيث أركن سيارته ، و لمفاجأته الشديدة ، شاهد أحد السفرجية ، ينقل عدة صناديق من البرتقال ، إلى سيارات ، تأكد من أن واحدة منها ، هي سيارة ناظر المدرسة !
كراسات و أقلام
دخل مفتش اللغة العربية أحد الصفوف ، و بعد أن استمع إلى إلقاء المعلم لدرسه الجديد ، و مناقشته لمعلومات الدرس مع تلاميذه بنجاح ، طلب من التلاميذ إخراج كراساتهم للاطلاع عليها ، فلفت نظره أن الكراسات مختلفة الأحجام و الألوان ، فسأل الأستاذ مستغربا : ” ألم توزع على تلاميذك الكراسات التي ترسلها لهم وزارة التربية ؟ ” فأجابه هذا بثقة مطلقة : ” طلبتها من أمين المخزن فاعتذر بأن الوزارة لم توزع كراسات أو أقلام هذه السنة !.”
في اليوم التالي قدمت إلى المدرسة لجنة تحقيق من إدارة المخازن ، و بعد استجواب أمين المخزن ، لم يجد هذا بدا – ليبرئ نفسه – من الإعتراف بأن وكيل المدرسة الحاج نور الدين (!) سحب من المخزن معظم الدفاتر و الأقلام ثم صدرها للمدرسة الخاصة التي تملكها زوجته !
لمن نتبرع
في اجتماع لمجلس الآباء و المعلمين ، في إحدى المدارس الثانوية في بلد خليجي ، رجا أمين سر المجلس الأعضاء أن يتبرعوا لصندوق تكريم المتفوقين ، فهب عضو المجلس – و هو وكيل وزارة الصحة للشؤون المالية واقفا – و في نبرة لا تخلو من الغضب ، مخاطبا أمين سر المجلس قائلا : // لمن هذا التبرع ؟ أهو لطلاب مدرسة أكثر من نصفهم من المقيمين ؟ و لمتفوقين سيكون أكثر من سبعين بالمائة منهم من المقيمين ؟ الأمانة تقتضيني ألا أقدم نقودي إلا إذا ضمنت إدارة المدرسة أنها ستذهب إلى متفوقين مواطنين !// .
سوري مغترب