ق ق ج

نزار ب. الزين*

-1-

لم أكن أدري أن التنافس سيودي بحياة أحدنا .

فعندما تكررت سرقة تصميماتي و أدواتي الفنية ،

كمنت في إحدى زوايا الغرفة ، أطفأت الأنوار ، و قفلت الباب من الداخل .

إن هي إلا ساعة أو بضع الساعة ، حتى شعرت بمن يفتح الباب ،

و إذا بالأستاذ وجيه يدخل الغرفة ،

نهضت واقفا : ” ماذا تفعل يا أستاذ في غرفتي ؟ “

سألته ممتعضا ، فصرخ رعبا ،

 ثم …

دار على عقبيه ،

ثم ….

 ترك ساقيه تسابقان الريح ،

بينما كاد ضحكي يسبب لي الإغماء .

و لكن – وا أسفاه – علمت في اليوم التالي بوفاة الأستاذ وجيه !

 -2-

” أنتم متحيزون أيها الأساتذة “

قالتها بعصبية بالغة ، ثم اضافت :

لقد سهر ابني الليالي و هو يذاكر دروسه ، و كنت أسهر إلى جانبه حتى أخالني حفظت كل مقرراته الدراسية كما حفظها ، و كنا متأكدين أنا و هو ، بأن ترتيبه سوف يكون الأول على أقرانه في الصف ؛ لأفاجأ بأنه الثاني ، لقد صعقت تماما و كدت أفقد عقلي ، عندما علمت أن الأول إبن أحد أساتذة المدرسة ، و أن الفارق درجة واحدة بمادة التربية الفنية .

هذا ظلم .. إجحاف … إنحياز ..و تلفيق  لن أسكت عنه .

 -3-

كتب رئيس تحرير صحيفة “رأي الشعب” في إحدى الدول العربية الغنية  ، مقالا  في عمودها الرئيسي ، استعرض فيه الخطر الكامن وراء خلل التركيبة السكانية ، فقد أصبح عدد الوافدين أكبر بكثير من عدد المواطنين ، مما يهدد عادات و أخلاق و حتى طريقة تفكير المواطنين .

و كتب رئيس تحرير صحيفة ” شعاع ” في نفس الدولة ، مقالا في عمودها الرئيسي ، شكا فيه من استمرار حيازة أبناء الوافدين في مدارس الدولة على المراتب الأولى في نتائج الثانوية العامة ، مما  يسبب عقدا نفسية لأبناء المواطنين ، و اقترح إغلاق باب التسجيل في المدارس الحكومية في وجه أبناء الوافدين .

و كتب رئيس تحرير صحيفة ” الحقيقة ” في نفس الدولة ، مقالا في عمودها الرئيسي اعترض فيه على مساواة الوافدين بالمواطنين في قانون الوظائف العامة ، و أن الوافدين  ليسم أكثر من أجراء لا يحق لهم المساواة بمخدوميهم (!)

   =======================

*نزار بهاء الدين الزين

   سوري مغترب