ق ق ج
نزار ب. الزين*
مقرئ ضرير مشهور تتلقفه مختلف الإذاعات ، إلا أنه كان متعلقا بالسهرات الكلثومية* الشهرية ، أول كل خميس من أول كل شهر ، و لأنه لا يملك مذياعا في بيته ، فإنه يحْضَرُها في بيت أحد أقاربه .
في تلك الليلة ما أن وصل إلى بيت قريبه ، حتى انتزع لفته* من فوق هامته ، ليضعها فوق طاولة مجاورة ،
ثم ..
جلس يمسح عرق جبهته و صلعته ، و قد بدا متلهفا في انتظار أغنية ثومة* الجديدة كانت إذاعة القاهرة قد أعلنت عنها ، كما قال .
تسلل الطفل غالب إلى جوار المقرئ الضرير ،
ثم …
تناول لفته ،
ثم ….
أخذ ينقب في داخلها بعينيه بداية ،
ثم ……
بيمناه ،
ثم …….
تنبه إليه والده ، فصاح به : ” ماذا تفعل بلفة عمك الشيخ يا ولد ؟ أعدها لمكانها في الحال . “
أجابه الطفل و قد ركب على فمه إبتسامة خبيثة ، و هو يعيد اللفة إلى مكانها : “كنت أبحث عن القرود ! “
ضحك الشيخ أحمد حتى اللهاة ،
ثم ………
رفع رأسه إلى أعلى و هو يتساءل :
” أية قرود تبحث عنها يا ولدي ؟”
أجابه الطفل بطلاقة ، تقول أمي : “تحت اللفة //قرود ملتفة !”
===================
*الكلثومية – ثومة : نسبة للفنانة الراحلة السيدة أم كلثوم
*اللفة : العمامة التي تميز رجال الدين و لكن تعتمد في بلاد
الشام على طربوش أحمر مُلْتَف حوله إلى منتصفه قماش أبيض .
===================
سوري مغترب