أقصوصة
نزار ب. الزين*
كان الزوجان يدرسان معا اللغة الإنكليزية تمهيدا لدخول امتحان الجنسية الأمريكية ، و بعد انتهاء الحصة الدراسية ، تأخرا مع المدرس للاستفسار عن بعض ما كان غامضا بالنسبة إليهما ، ثم ودعاه و غادرا حجرة الصف ..
و في طريقهما إلى موقف السيارات ، لمحا مدرستهما للفصل الدراسي السابق “مسز دورمَن”.
كانت الإضاءة في الساحة المؤدية إلى الموقف ضعيفة للغاية ، و مع ذلك تمكنت الزوجة من تمييزها ، و لكن المسز دورمن أخذت تمشي بحذر متلفتة يمنة و يسرة ، فغذّا السير وراءها حتى أدركاها ، و بكل طيبة أكدا لها استعدادهما لمرافقتها حتى سيارتها ..
و لكنها لم تفه ببنت شفة ، بل أسرعت في مشيتها أكثر ، و كأنها تهرب من خطر ما !
و بسذاجة طفلين أسرعا بدورهما حتى أدركاها ثانية ..
و لكنها أخذت تجري الآن ، فجريا وراءها ،
ثم ..
تصادف أن مر أحد الزملاء الدارسين عائدا نحو غرفة الصف لسبب ما …
عندها توقفت ” مسز دورمن” لاهثة !!!
ثم ..
تنفست الصعداء فأفرغت ما في رئتيها دفعة واحدة ..
ثم …
ثم اقتربت من الدارس فهمست في أذنه ، فما كان منه إلا أن لوى على عقبيه راجعا معها …
ثم ….
و بكل سذاجة ، تابع الزوجان السير ، معهما تارة و خلفهما تارة أخرى ،
ثم …..
ما أن بلغت سيارتها ، حتى ولجتها بسرعة البرق ، و بسرعة البرق انطلقت دون كلمة شكر أو عبارة وداع …
ثم ……
و بكل سذاجة ، اقترب الزوج من زميله الدارس ، فسأله مندهشا : << ترى مم كانت “مسز دورمَن” خائفة ؟ هل ظلمة المكان مخيفة لهذه الدرجة؟!>> فانفجر هذا ضاحكا حتى بانت لهاته ،
ثم …….
لملم ضحكته بصعوبة و هو يجيبه :
– كانت خائفة منكما ، ألستما عربيين ؟!!!
ثم ….
ألم تلاحظا نجمة داود المعلقة على صدرها ؟!؟!
————————-
سوري مغترب