أقصوصة : نزار ب. الزين

   كلما  توجه أبو محمود إلى عيادة الطبيب ، تستقبله الممرضة “مونيك” هاشة باشة ، و ما أن تدخل به إلى غرفة المعاينة حتى تغلق الباب ،

ثم …

 تعانقه بحرارة ،

ثم …

تدلك كتفيه ،

ثم ….

تقيس حرارته و ضغطه و مستوى الأكسيجين في دمه ، إضافة إلى اختبار السكري السريع ،

و ابتسامتها المحببة تكاد لا تفارق شفتيها ،

ثم …..

تبدأ بأسئلتها الروتينية عن مرضه خلال فترة غيابه عن العيادة ، و عما إذا حدث أي تطور جديد أو أية إضافة لقائمة أدويته ، كل ذلك و الابتسامة تكاد لا تفارق شفتيها ،

ثم ……

تودعه معانقة كما استقبلته ، و هي تخبره بكل ما اؤتيت من رقة ، أن الطبيب سيحضر لفحصه خلال دقائق ….

*****

بعد كل زيارة للطبيب ، كان أبو محمود يغادر العيادة  و دماغه قد امتلأت بعشرات التساؤلات :

<< ترى لماذا تخصني بكل هذه العناية و العطف الذي قد يرقى إلى مرتبة الحب ؟؟؟ >>

 << ترى ما الذي حببها بي ؟ >>

<< ترى ما الذي جذبها مني ؟!>>

<< كيف سأشرح لها أن حبها بلا طائل ؟ فأنا رجل متزوج و محب لزوجته و أطفاله ؟!! >>

<< ترى كيف سأواجهها بكل هذا ، دون أن أجرح مشاعرها ؟ >>

<< ألا ما أشق الحب من طرف واحد >>

ثم …

و شيئا فشيئا ، أخذ موضوع هذا الحب الغريب ، يحتل مساحة أكبر من تفكيره ، إلى أن قرر  أن يدعوها إلى ” فنجان” قهوة في الكافيتريا المجاورة ، ليشرح لها حقيقة وضعه ، قبل أن تذهب بعيدا بعاطفتها المشبوبة ، و دون أن يؤذي مشاعرها !!!

*****

لم تكن مونيك التي استدعته إلى غرفة المعاينة هذه المرة ، بل إحدى زميلاتها ، و بينما كان يتبعها ، حانت منه التفاتة إلى غرفة معاينة أخرى ، كانت الممرضة فيها تعانق المريض و تلاطفه ، فتباطأ ،

ثم …..

انفجر ضاحكا !!!.

 نزار بهاء الدين الزين

   سوري مغترب