أقصوصة

 نزار ب. الزين*

             قيل  له إذا عثرَ على  سِنت**  فإن ذلك سيجلب الحظ  له !

و ذات يوم …

و بينما كان يمارس رياضة المشي ، عثر عليه يلمع بجوار سيارة ، فرح به ، إنتشله ؛ وضعه بحرص شديد في أعمق جيب من جيوب بنطاله ؛ ثم توجه فورا إلى دكان لبيع  بطاقات  اللوتري **  .

و منذئذ و هو  يتعمد المشي  و عيونه مسمَّرة نحو الأرض ، لم يعد – كما كان –  يهتم بالأزهار و لا الأطيار و لا الأشجار ، يصبح همه الوحيد أن يعثر على السِنتات  أنَّى يراها ، و يشتري  بمقابل  كل  سِنت  يجده  ورقة  يانصيب  ثمنها  دولار واحد ، منتظرا ظهور نتيجة السحب بفارغ الصبر …

و ذات يوم ….

يعثر على حقيبة صغيرة ملأى  بالسِنتات  ، يحملها إلى بيته مسرعا ، يعدها منشرحا ،  يجدها و قد  تجاوزت  الخمسمائة !

يجلس أمام حاسوبه ، يبحث عن كشف حسابه المصرفي ، لا يجد في حسابه غير ما يكفي لإيجار المنزل !

يفكر طويلا ، يتردد كثيرا ، يتعذب كثيرا ، ثم يقرر :

يتوجه إلى الصراف الآلي ، يسحب المبلغ المتبقي في حسابه ، يتوجه إلى الدكان  إياها…و يشتري بالمبلغ كله  بطاقات  اللوتري  .

و حتى اليوم لم تسعفه تعويذة الحظ !!!

 

**( سِنت أو بِِِِيني :  أصغر قطعة نقود أمريكية و قيمته 1% من الدولار )

** ( اللوتري : يانصيب جوائزة ملايين  تشرف عليه الولاية

——————

*نزار بهاء الدين الزين

سوري مغترب