قصة قصيرة
نزار ب. الزين*
قبل عشر سنوات ، تخرجت من إحدى دول حلف وارسو أيام الإتحاد السوفييتي سابقاً .
إلتحقت بأهلها في أمريكا التي هاجروا إليها مؤخرا .
فوجئت أن عليها معادلة شهادتها لتتمكن من مزاولة الطب .
دخلت إختبارات المعادلة خمس مرات دون أن تفلح !
نصحها كل من والديها أن ترضى بأي عمل فذلك أفضل لها من المكوث بين جدران البيت .
تجيبهم : ” أنا دكتورة “
قدمت طلبات العمل في عدد من المشافي و المجموعات الطبية .
عرضوا عليها الإشراف على مختبر في أحد المستشفيات ، عادت بعد المقابلة مكتئبة ؛ يحثها والدها على قبول العمل ، أفضل من التجمد خلف التلفاز ، ترفض باكية و هي تجيبه : ” أنا دكتورة “
عرضوا عليها ، أن تكون في سلك التمريض إسميا و مساعدة للطبيب عمليا ، عادت بعد المقابلة مكتئبة ، تحثها والدتها على قبول العمل ، افضل لها من قضاء الساعات خلف الحاسوب ، ترفض باكية و هي تجيبها : ” انا دكتورة “
إزدادت عزلتها ، تقوقعت في غرفتها ، ذاب لحمها ، تحولت إلى كومة من جلد و عظام ، تقول لها شقيقتها ، إقبلي بأي عمل – يا أختاه – حتى لو كان مجرد ممرضة ، فذلك أفضل من الفراغ ، فالفراغ قاتل يا أختي ؛ تجيبها غاضبةً : ” انا دكتورة “
و ما زالت حتى اليوم تردد عبارتها التقليدية بعصبية متنامية : ” أنا دكتورة “
——————
سوري مغترب