أقصوصة واقعية

نزار ب الزين

.

.

     اتصلت  بالدكتور عزيز زوجها السابق مستغيثة متضرعة :

– أرجوك يا عزيز  “بريتي”  مريضة جدا  و اعتقد أن حرارتها عالية ، هل بإمكانك  الإطلال عليها بعد إغلاق عيادتك ؟

 نهرتها أمها  : << تستنجدين بطليقك ؟ هل جننت يا ” لوسي” ؟ >> ، <<لا عليك يا أمي ، لقد اتفقنا أن نظل أصدقاء ! >> ، أجابت لوسي التي ما لبثت أن عادت إلى قلقها و توترها ..

ثم ..

جاء الدكتور عزيز ،

ثم …

جس نبض “بريتي” ،

ثم ….

قاس حرارتها ،

ثم …..

 هز رأسه يمنة و يسرة متأسفا و هو يخبر طليقته :

– حالتها خطيرة ، و يجب نقلها إلى المستشفى حالا !

ثم …….

مضى في سبيله .

     كانت لوسي ، طوال الطريق إلى المستشفى ، تحتضن “بريتي” بينما كانت تجهش بالبكاء ، و أمها التي كانت تقود السيارة  تحاول ما استطاعت تهدئتها دون جدوى …

و لكن …

وا أسفاه …. توفيت “بريتي” و هي بين يدي الطبيب المختص ..

أغمي على لوسي أكثر من مرة ،  و لم تكف عن حزنها الشديد  إلا بعد أن حقنها الطبيب بمهدئ ،

ثم ….

عادتا إلى البيت بدون “بريتي” بعد أن تعهد أحد موظفي المستشفى ، بإلقيام بإجراءات دفنها ..

ثم …..

و في اليوم التالي ، اتصلت بالموظف المذكور راجية أن يتريث قليلا ، فقد عثرت على صورة  ل “بريتي” تريد أن تضعها على شاهد  قبرها …

      كانت ساعة دفن “بريتي” من أشق ساعات حياة  “لوسي” على الإطلاق ..

و كانت المقبرة عبارة عن مرج أخضر فسيح ، بينما زينت شواهد القبور بدوامات ورقية صغيرة ، بألوان الزهور ..فبدت المقبرة للعيان كحديقة غناء !

تقدمت لوسي بخطوات مترددة نحو تابوت “بريتي” المطعم بالعاج ، فقبلته ،

ثم …

و بعد إنزال التابوت في الحفرة ، و بصعوبة  بالغة  ألقت  بعض  التراب  فوقه ، كما  طلب  منها الحفار ،

ثم …

، و بعد أن سوّي القبر بما حوله ، تقدمت منه فغرست فوقه باقة من الورد ،

ثم ….

التفتت إلى الحفار متسائلة :

– هل أعطوك صورة “بريتي” ؟

أجابها :

– نعم ، و ساضعها في المكان المناسب فوق الشاهد ،

ثم ….

أضاف مواسيا :

– لك  الحق  أن  تحزني  عليها  يا  سيدتي  فهي  رائعة  الجمال !!!

ثم ……

أضاف متسائلا :

– من أية فصيلة هي ؟

=============

 نزار بهاء الدين الزين

   سوري مغترب