ق ق ج : نزار ب الزين*

     لدى  بلوغه  الدرجة الأخيرة من السلم لفت نظره سيدة مكومة فوق مقعد  في شرفة جاره الأرضية ، كانت  ترتعش بردا و في يدها لافتة صغيرة فوق قطعة متهالكة من الورق المقوى ، كتبت عليها ” هوملس Homeless ” أي بدون مأوى ، فأثارت فضوله .

ألقى عليها تحية الصباح  ، فردت التحية بصوت مرتجف ،

ثم …

طلبت منه راجية ما يقيها هذا الصقيع ..

و لكن من أنت  ؟ سألها مستغربا ، فأجابته :

– أنا مطرودة ، طردني أولادي الثلاثة بما فيهم ابنتي التي تعيش  في هذه الشقة ، و لم أجد مكانا أبيت فيه  لأتقي هذا البرد القارس  سوى شرفتها !!

هز رأسه تألما و عجبا ،

 ثم …

أحضر لها غطاء صوفيا ،

ثم …

 هرع إلى سيارته !

عند عودته من الدوام صادف جارته فعاتبها لائما حول ما كانت عليه حالة أمها صباحا ، فأجابته و قد ترقرق الدمع في عينيها :

 – نعم ، هي والدتي ، و لكنها ابتليت بإدمان الخمرة ، و وقاية للأطفال طردها زوجي ، و كذلك فعل أخواي ، و خاصة بعد أن فرت مرارا من مؤسسة إعادة اللتأهيل ، و بعد أن قبض عليها  بتهمة التسول أكثر من مرة !

نزار  بهاء  الدين  الزين

سوري  مغترب