تربية

معلم في قرية ، قال لأصدقائه في إحدى الإجازات متبجحا : ” إذا شعرتُ أن طلاب الصف بدؤوا بالشغب ، أتوجه إلى أكبرهم سنا ، حتى لو لم يكن مذنبا  ،  فأوسعه  ضربا  بعصاي ، بيديَّ  ،  بقدميَّ ، أرهبهم   به  فيهدؤون !…”

حارق القرى

و عندما كان قائدا للجيش ، ضايقته مقاومة السكان الأصليين الشرسة ، فعمد إلى إحراق قراهم بما و من فيها ، دون رحمة بطفل أو امرأة أو شيخ ، و عندما سيطر على الموقف ، تم انتخابه أول رئيس لأعظم دولة استيطانية .

امبراطور الموت

عندما  انتهت الحرب العالمية الثانية في الغرب و طال أمدها في الشرق  ، أمر بإلقاء أول قنبلة نووية ، ثم أتبعها بثانية ، فاستسلم العدو بعد أن أنهكتهم مقاومته الشرسة ، و بدأت من ثم إعادة تشكيل مجتمعه ، و هو حتى اليوم من أقوى أذنابه .

انتقام

و عندما  اشتدت مقاومة الثوار السوريين في عشرينيات القرن الماضي ، و تمكنوا من مهاجمة إحتفال أقامه المندوب السامي الفرنسي بمناسبة ذكرى الثورة الفرنسية ،  فكاد أن يقتل ؛ أمر بضرب مدينة دمشق بالمدفعية  فدمر حيا كاملا- بعد محاصرته – على رؤوس سكانه  ، و كان من يحاول النجاة من قنابل المدافع يطلقون عليه الرصاص دون تمييز .

ملاحظة : كان هدف الانتداب الفرنسي نقل المجتمع العربي  السوري من التخلف إلى التحضر (!) أي صهره و إعادة تشكيله .

طريق آمن

و عندما تمكن العرب من قطع طريق يافا القدس ، هاجمت العصابات الصهيونية قرية دير ياسين المرتبطة معهم باتفاقية سلام ، فدمرتها  و نكلت بأهلها و أحرقت شبانها أحياء ، فهرب الآخرون من حولهم ، لتظهر من ثم اسرائيل ( مجرد صهر و إعادة تشكيل ! ) .

تفريغ

و عندما تمكن المقاومون اللبنانيون الأشاوس من الوقوف بوجه الآلة العسكرية الجبارة ، و عندما تمكنوا من هز صورة الجيش  الجبار بصواريخهم الفتاكة ، عندئذ ارتكب الجيش الذي لا يقهر مجزرة قانا الجديدة  ، و الهدف  طبعا إعادة تشكيل المجتمع اللبناني و فق هواهم !

المعلم الكبير

أعود إلى المعلم الذي كان ينكل بأكبر طلابه عمرا و أطولهم قامة ليرهب بقيتهم  ، فالمعلم  العالمي الكبير يضرب في كل مكان كبارهم و صغارهم ، سواء بيده أو بالاستعانة بخدامه ، و الهدف تشكيل شرق أوسط جديد .

ترى هل سيسمح له بنو صامت ، النائم منهم أو المنوم ؛ بتمرير ما يريد ؟

——————

*نزار بهاء الدين الزين

   سوري مغترب