قصة قصيرة

نزار ب. الزين .

علي ، طفل في العاشرة ، تقمصته ‘ لعنة ‘ منذ نعومة أظفاره ، و لا زالت تحفر جراحات في قلبه  تزداد عمقا يوما بعد يوم ..

فلأنه يقطن  دار الأيتام ،  لقبوه ب( النغل ) **و كذلك لقبوا كل من زملائه في الدار .

و لأنه ( نغل ) أصبح ملاحقا و صحبه ، كما تلاحق الإناث الموصومات .

و لكن …

عندما  بلغ  العاشرة ، أصبحت  كلمة  ( نغل )  تثيره  و تفجر براكين غضبه .

و لكنه أيضا…

عندما بلغ العاشرة أصبح أقوى ، و بات بإمكانه  الدفاع عن نفسه ، و الرد بقوة ذراعه على من يتجرأ فيناديه ( نغل ) و بالتالي كثرت  صداماته و شجاراته ..… اقرأ المزيد

أقصوصة واقعية : نزار ب. الزين

      لم ينجبا غيرها ، فظلت طفلتهما المدللة و محور اهتمامهما حتى شبت و بلغت المرحلة الجامعية ، و لكن في السنة الجامعية الثانية أحبت أستاذها – و هو بعمر والدها !-  و عندما حاول الوالدان ثنيها هددتهما بالانتحار!ّ!…
قالت لها والدتها بعيد إنجابها طفلها الأول : – يوم ولدتُك أهدتك المرحومة جدتك مائة دولار فتحَت بها حسابا في البنك باسمك ، ثم … أضاف والدك مثلها ، ثم .. أنستنا مشاغل الحياة الأمر برمته ، و لم أتذكره إلا يوم إنجابك لطفلك ….إليك إيصال الحساب وجدته بعد لأي ، فعندما تتحسن صحتك راجعي البنك..
في زيارتها التالية ، قالت “شهد” – و هذا هو إسمها – و قد استبد بها الغضب : – قالوا لي في البنك أن هذا الحساب قد أغلق منذ زمن طويل ، ثم ….… اقرأ المزيد

ق ق ج : نزار ب. الزين*

– أقسم لك أنها نزوة عابرة ،

أنت تعلمين بأنني أحبك ،

و أحب فلذات كبدي الخمسة ،

و أنني أقدس الحياة الأسرية .

= و لكنك أقسمت لي قبل اليوم أكثر من مرة !!!

– ألم اقل لك في كل مرة أنها مجرد نزوة ؟

——————————

* نزار بهاء الدين الزين

   سوري مغترب… اقرأ المزيد

   ضج  أصحاب المزارع من تكرار سرقة عجولهم و أغنامهم  ،  جندوا الحراس ، أكثروا من الكلاب  ،

ثم ….

طلبوا حماية  (مخفر الدرك)* و لكن هؤلاء و اؤلئك عجزوا عن ضبط اللصوص ،

جُن جنون قائد مخفر الدرك  في القرية المجاورة  ، فأمر رجاله و عددهم قليل ، باعتقال المشبوهين ،

ثم …

اعتقلوا حراس المزارع بتهمة التواطؤ..

جوعوا هؤلاء و اؤلئك ، حرموهم من النوم ، أوسعوهم ضربا و تعذيبا .. دون أن يصلوا إلى اية نتيجة ،

و صارت أخبار اللص الشبح أو اللصوص الأشباح  على كل لسان ..

و بدأت الشائعات من كل لون تنتشر انتشار النار في الهشيم ،

إلى أن أبدى إمام  جامع القرية  رأيه الحصيف ، فقال :

” اللصوص أيها الناس ليسم بشراً ، إنهم من الجن !… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

     إذا كنت تظن يا صديقي أن الصغار لا يحبون فأنت مخطئ …

إنهم يحبون ، و يتعلقون بحبال الهوى ، و يجربون لواعج  العشق و أوجاعه ، يبهجهم اللقاء ، و يعذبهم الفراق ؛ تماما كما يعاني العشاق الراشدون .

كنت في الرابعة ، عندما دعيت ربيعة لتلعب معي فاستجابت ، كنت يومئذ فوق سطح منزلي ، و كانت فوق سطح منزلها ، و لا يفصل بين السطحين سوى حاجز خشبي بارتفاع يتجاوز المتر الواحد بقليل ؛ سمعت والدتها تحذرها من الاقتراب من السور المطل على الشارع ، فاستبد بي الفضول ، جررت كرسيا و بمشقة كبرى تمكنت من إلصاقه بالحاجز ، صعدت على الكرسي ، أطليت برأسي ، فشاهدتها تفترش الأرض و بين يديها الصغيرتين لعبتها المصنوعة يدويا .… اقرأ المزيد

أقصوصة

بقلم : نزار ب. الزين

في طريقي من المطار إلى المدينة السياحية  الصغيرة التي أقصدها و الواقعة في اقصى الشمال الغربي من إحدى الدول المغاربية ؛ اخترقت مع مرافقيَّ بداية العاصمة ، ثم مررنا  بعدة مدن و بلدات ، لفت نظري فيها جميعا قاسمان مشتركان ، أولهما الأعداد الكبيرة من المقاهي المزدحمة بروادها رغم اقترابنا من منتصف الليل ، و ثانيهما أن أكثر رواد تلك المقاهي يدخنون ( الأرغيلة أو الشيشة ) .

ترى هل هو الفراغ ؟

 أليس لديهم أشغال في اليوم التالي ؟

 أليس لهم  نساء ينتظرن عودتهم ؟

 أليس لديهم أطفال محتاجون إليهم ؟

 أجابني مرافقي و هو من جئت لحضور زفافه ، و هو يضحك ؛

 إنها عادات و تقاليد .… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

     جواد في الخمسينيات من عمره ؛

جاد في عمله كمدير أعمال أحد كبار المقاولين ،

جاد في بيته ،

جاد في تعامله مع جيرانه ،

و جاد في محافظته على صحته في المأكل و المشرب ،

إضافة إلى ممارسته اليومية لرياضة المشي …

صباح كل يوم يمشي على شاطئ ( كورنيش ) الخليج لمدة ساعة أو تزيد قبل توجهه إلى عمله ،

و لكن ….

و لكن ، ذات يوم جمعة لم يعد جواد من رياضته إلى بيته ..

اشتعلت نار القلق في رأس زوجته و أبنائه ..

كانوا ثلاثة ،

توجهوا إلى الشاطئ ثم انفصلوا ليذهب كل منهم في اتجاه بحثا عن والدهم ،

عادوا بعد ساعة أو تزيد بخفي حنين ؛

إزداد القلق و التوتر ….… اقرأ المزيد

قصة حقيقية

 نزار ب. الزين*

 تسمع هدير السيارة ، ترتعش ،

 يتوقف الهدير ، تزداد إرتعاشا و رعبا ،

 تشاهده يكشف  طرف الخيمة ، فتصرخ و  تصرخ  ؛

 يتقدم  منها و قد ركَّب إبتسامة صفراء فوق لحيته الصغيرة ،   (( لماذا تخافين مني يا صغيرتي )) يقول لها بصوته الوحشي ، ثم يضيف : (( لقد أحضرت لك صديقي حمود كما أحضرنا  لك كبابا  و حلويات .. هيا كلي بالهناء و الشفاء )) تجيبه بمزيد من الصراخ و بلغة لم يفهم منها حرفا ، ربما كانت  تستنجد بوالديها ” همس لنفسه ” ،  يحاول إرغامها على الأكل ، تزدرد لقيمات ثم لا تلبث أن تتقيأها ؛ (( ترفضين الطعام ؟ هذا شأنك ، و لكنك لن ترفضي  المتعة … ))  يعاود ربط يديها ، يملأ فمها بقطعة  قماش قذرة  ليخرس صوتها المبحوح ، ثم  يلتفت إلى صديقه حمود  : (( تفضل قبلي !!!… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

مع دراسة أدبية

للقاص و الناقد المغربي محمد داني

أبو جميل مدرس رياضيات معروف و محبوب من قبل سكان العمارة و مشهور على مستوى الحي ،

و عائلة أبو  سليم على علاقة حميمة مع عائلته ؛ و من هذا المنطلق فعندما  شعرت روان إبنة أبو سليم بتقصيرها بمادة الرياضيات – و هي على وشك خوض إمتحانات الثانوية العامة –  طالبت ذويها بالتسجيل في معهد خاص للحصول على دروس إضافية قد تساعدها .

ابتسمت والدتها و هي تقول لها : ” أتذهبين إلى المعهد و جارنا أبو جميل موجود ؟ “

*****

       كان الدرس الأول مشجعا ،

و لكن …

و لكن خلال الدرس الثاني  و بعد أن أمر أفراد عائلته بالامتناع عن دخول غرفة الجلوس لأي سبب كان ، خشية التشويش على الدرس ؛ جلس الأستاذ أبو جمال  إلى جوار روان  ،

اقترب منها أكثر،

تسلل حتى التصق بها أكثر ،

وضع يده فوق كتفيها ،

أزاحت يده بلطف ، لم تسئ به الظن بداية ، فقد تكون حركة غير مقصودة ..… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

 نزار ب. الزين*

عماد مدرس في إحدى ثانويات العاصمة ، و هو و جميع أفراد أسرته من عشاق الطبيعة ، يحبون الترحال و إكتشاف مناطق جديدة ،  يقضون معظم أيام العطلات الصيفية و حتى في معظم أيام عطلات الربيع ، يقضونها متنقلين من غابة إلى مرج ، و من شاطئ بحيرة أو بحر إلى أعالي جبل أو بطن واد ، و من ضفاف نهر إلى  ينبوع ماء ؛ مستمتعين بتغريد العنادل  و هديل الحمائم  و خرير المياه  و هدير الأمواج  و غثاء الحملان  و زقزقة الصيصان  و حفيف الأغصان .

 إذا صادفوا مخيما سياحيا نصبوا فيه خيمتهم ، و إن لم يجدوه فأي فندق مهما بلغت بساطته ينزلون ، لا يهمهم أين يقضون سواد الليل بقدر ما يهمهم الإصغاء إلى صراصير الصنوبر ، أو مشاهدة الذبابات النارية** تحوم حول الأفنان ، أو تأمل شهب السماء منهمرةً كالألعاب النارية في عيد الجلاء .… اقرأ المزيد