قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

        السيدة منال في الثلاثينيات من عمرها ، و مع أنها  متوسطة الجمال الا أنها تتمتع بجاذبية خاصة و أكثر ما يلفت الانتباه اليها ابتسامتها الودودة .

 منال ، متزوجة من صاحب مطعم ،  يكبرها بحوالي خمسة عشر عاما الا أنه عطوف و كريم و يحب زوجته و أولاده ، مشكلته أنه يضطر الى قضاء معظم أوقاته في ادارة عمله ، و قد أحس أنه مقصر في رعاية أسرته و توفير أسباب الرفاهية  لزوجه و أولاده  فحثهم على الاشتراك في أحد النوادي .

 و هكذا أخذت منال و أولادها يترددون على النادي ، يمارسون فيه شتى النشاطات الاجتماعية و الرياضية و خاصة أيام الصيف .… اقرأ المزيد

 قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

       وقفت العربة الشاحنة الصغيرة التي يجرها حصان و التي يسميها أهل السوق ( الطنبر ) أمام دكان أبو حسن ، الذي رحب بعميله  الشيخ مرشد و بابنه سليم  ذي السنوات السبع  ،  ثم طلب أبو حسن  منه معاينة  البضاعة ، ففتح له الشيخ مرشد إحدى التنكات ( الحاويات القصديرية )  ، تناول أبو حسن بعضا منها ، شمها ، تذوقها  ، ثم نظر إليها بإمعان ..ثم هز برأسه يمينا و يسارا  و هو يقول << هذه البضاعة لا  يمكن  تصريفها  في السوق  يا  شيخ  مرشد >> قالها واثقا ، ثم أضاف << يبدو أنكم قطفتم البندورة ( الطماطم ) قبل نضوجها !! … اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب الزين*

       اسمها أم مرعي و لا أحد يعرفها بغير هذا الإسم ، و هي في أواخر الأربعينيات من عمرها  ، تعمل خادمة غير مقيمة ، يطلقون عليها في بلاد الشام ( لفاية )  ، تحضر إلى المنزل مرة واحدة كل أسبوع  ، فعندما تأتي تكون في أوج نشاطها و لكن عندما تنصرف تكون منهكة و هذا أمر طبيعي ، و لكن غير الطبيعي حدث مؤخرا ، فقد بدأت أم مرعي تقوم بأعمالها المطلوبة بايقاع أبطأ ، و أصبحت تتصرف بشيء من العصبية و لا تتقبل أي توجيه في عملها ، كثيرة التذمر و الشكوى و التأوه ، مما لفت أنظار سيدة الدار ، فسألتها ذات يوم : ” لقد تغيرت يا أم مرعي ، و كأني بك تأتين لخدمتي مرغمة ، ما الحكاية يا أم مرعي ؟ “

توقفت عن إتمام ما بيدها ، سرحت بعيدا بعيدا ، زفرت زفرة طويلة طويلة ، ثم أجابتها و الدمع يترقرق في عينيها : ” خليها على ربك يا ست أم أنور ، آلام في خاصرتي لا يقوى على احتمالها جمل ، قال لي الطبيب أن كليتي اليمنى مليئة بحصوات مسننة و أنها أيضا ملتهبة و يجب استئصالها ” فأجابتها السيدة : ” يعني أنتِ  مريضة و بحاجة  إلى جراحة ، يعني أنك لا تعانين من وعكة عابرة  أو عارض بسيط ، فما يجبرك على العمل و أنت  في هذه الحالة ؟ ” حدجتها أم مرعي بنظرة تحمل ألف معنى  ، ثم استأنفت عملها ……

في الأسبوع التالي ، حضرت أم مرعي برفقة ابنتها آمنة

” ستعاونني ، و تتعرف على زبائني ، و عندما أدخل المستشفى ستحل محلي ” قالت أم مرعي ، فأجابتها السيدة أم أنور : ” و لكنني لن أدفع إلا أجرة واحدة ، ما أوله شرط آخره سلامة يا أم مرعي !”… اقرأ المزيد

– ابن   أختي  الحبيب ، لساني  عاجز  عن  إيفائك  حقك  من  الامتنان ، لسماحك  لي  باستخدام  حمامك ، فقد  شعرت  بنعيم  لم  أشعر  بمثيله   منذ  أسابيع ..

= خالي  الحبيب ، لا  حاجة  بك  إلى شكري ، فأنت  أدرى  الناس  بمعزتك  في  قلبي ، و بيتي  مفتوح  لك  في  كل  حين …..

– أنا  متأكد  من  ذلك – الله  يرضى  عليك  و يوفقك –   هذا  ما  يجعلني  أتجرأ  و أطلب  منك  ما  ترددت  طويلا  قبل  أن  أطلبه !.

= تفضل  يا  خال ، أنا  تحت  أمرك !

– أنت  تعلم  أنني  بلغت  من  العمر  عتيا ، و أعاني  من  عدة  أمراض  أسوؤها  الإسهال  المزمن  ، و تعلم  أنني  أعيش  في غرفة  مستأجرة  أشعر  فيها  بالعزلة ، و الإحساس  الدائم  بالخوف  من  أن  أموت  وحدي  فيها  ….… اقرأ المزيد

أقصوصة واقعية

نزار ب. الزين*

     ثلاث  زوجات  فتيِّات  مررن  أمامي ، كل  منهن  حملت  أو  جرت  إلى  جانبها  طفلا  أو طفلين .

     سيارة سوداء فارهة تمر قربهن ، يتوقف سائقها الذي حلّى هامته بغترة بيضاء و عقال أسود ، على بعد مترين أو ثلاثة منهن .

    إحداهن  ناولت  طفلها  المحمول  لإحدى   صديقتيها ، و طفلها  المجرور لصديقتها  الأخرى  ..

    ثم ..

    و بخطوات ثابتة توجهت نحو سيارة ذلك الشاب ..

    ثم …

    بكل رباطة جأش صعدت إلى السيارة ، التي ما لبثت أن انطلقت بها .

    *****

بعد حوالي ساعة أو تزيد ، عادت السيدتان من نزهتهما على شاطئ البحر ..… اقرأ المزيد

قصة واقعية*

نزار ب. الزين*

    أحببته بكل جوارحي ، و أحبته كل خلية من خلايا جسدي و كل نبضة من نبضات قلبي ، حتى أنني لم أعد أرى في الدنيا سواه …

و لكن …..

وا أسفاه كان من دين غير ديني ، نبهتني صديقاتي إلى ذلك و لكنني لم آبه لكلامهن ، فهو أولا و آخرا إنسان مثلي ، لا يختلف عن باقي البشر في شكل أو لغة أو طريقة تفكير ، ابتسامته العذبة لا تختلف عن ابتسامات الشباب المنتمين إلى ديني ، و صوته الملائكي لا يختلف جرسه عن أي منهم ، فهو لم يأتِ من الزهرة أو المريخ ، هو إنسان مثلي و مثلك و مثل كل الناس ، إنسان طيِّب المعشر و السريرة ، إنسان ذكي متفوق في دراسته ، إنسان خلوق لم يسمع منه أحد كلمة نابية و لم يتصرف مع أحد إلا بكل ود و احترام ، إنسان أحبني ، فما شأني في عقيدته ؟ ألسنا كلنا في النهاية نؤمن بإله واحد ؟؟

و لكن ….… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

         – نعم أنا الدكتور عبد الجبار أستاذ علم الفيزياء النووية ، لقد قضيت معظم شبابي سعيا إلى بناء شخصيتي العلمية في الخارج ، فحصلت على درجة دكتوراه و درجتي ماجستير قبل أن أعود إلى وطني مرفوع الرأس !
– أبدا لم أفكر باستخدام إمكانياتي و خبراتي العلمية لصنع أو للمساهمة في صنع أسلحة دمار شامل …
– أنا لست سوى عالم يعشق علمه ، و كل همي في الحياة أن أكشف عن خبايا المادة و إمكانياتها الهائلة لتسخيرها في خدمة الإنسانية !
– إطلاقا لم يحصل ذلك ؛ عندما دعاني الرئيس للمساهمة في المشروع ، لم يذكر لي أبدا أنه ينوي تسخير الطاقة النووية لإنتاج سلاح نووي ، بل أكد لي أنه يسعى لاستخدام هذه الطاقة الجبارة للإحتياجات المدنية كإنتاج الكهرباء مثلا ، كما تفعلون في بلادكم .… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

    يدخل إلى غرفة الأخصائي الإجتماعي و قد أمسك بيده شادي المتغيب عن المدرسة منذ أيام ثلاثة .

كان شادي بحالة يرثى لها من الخوف ،و بملابس مهلهلة و قذرة و وجه لم يعرف الماء منذ فترة طويلة و كانت عيناه حمراوين إنتفخ ما تحتهما و إسود ؛ ” تلميذكم هذا وجدته نائما في غرفة محول الكهرباء ، و كما تعلم فهذا أمر في غاية الخطورة ، و لكن نظرا لصغر سنه لم أبلغ الشرطة عنه . “ قال الرجل ذلك ثم إنصرف .

*****

كشف الطفل عن ساقه فظهرت آثار عصا في عدة مواضع أحدها ملتهب و متقيح ، ثم كشف عن ظهره و صدره ، فظهرت آثار مماثلة ،أحصاها الأخصائي الإجتماعي  فكانت ثمانية علامات واضحة منتفخة و محمرة .… اقرأ المزيد

قصة

نزار ب. الزين*

  حسام بك في آخر السبعينيات من عمره ..

أعلن الحرب على الزواج منذ وقت مبكر ، يدعي أن فشل زواج شقيقه و بعض أقاربه جعله يتعظ و يفهم الدرس جيدا .

و مع  ذلك  فله عدة  مغامرات  تافهة – أيام  شبابه – كادت  واحدة  منها  تكلفه حياته .

و مع ذلك فإن مكتبته المليئة بالكتب التاريخية الصفراء مليئة أيضا بكتب تعج بقصص الجنس المثيرة ، بدءاً من ألف ليلة و ليلة بأجزائها  الأصلية الأربعة ( قبل التنقيح )  و ورقها الأصفر ، و انتهاء بسلسلة كتب البدائع الجنسية قبل أن تحظر الدولة  تداولها . و نظراً لغلاء أجهزة الفيديو و توابعها  فقد أحجم  عن شرائها و اكتفى باجترار كتبه الصفراء  كلما شعر بالفراغ و ما أكثر ساعات فراغه..… اقرأ المزيد

قصة واقعية

 نزار ب. الزين*

في الرابعة عشر كان عمره

وحيد أهله بعد أربع بنات

في موسم المدرسة يدرس ، و في موسم الصيف يعمل

كحال معظم الغلمان في قريته الصغيرة محدودة الدخل كان

فعلى طول ضفتي النهر أنشأ أهل القرية المطاعم

و منذ أواخر الربيع و حتى أوائل الخريف  تزدحم  بروادها من ذوي الدخل المتوسط من سكان المدينة ، و تزدحم أكثر و أكثر أيام الجمعة ..

يتوافدون بمختلف وسائل النقل ، بعضهم في قطار النزهة ، بعضهم بحافلات الباص الكبيرة أو الصغيرة ، و بعضهم بسيارات الأجرة ، و الأيسر حالاً بسياراتهم  الخاصة .

مهنة عبد الرحمن في الصيف ، ترتيب مواقف المتنزهين و غسيل سيارات من يرغب منهم .… اقرأ المزيد