ق ق ج : نزار ب الزين*

     لدى  بلوغه  الدرجة الأخيرة من السلم لفت نظره سيدة مكومة فوق مقعد  في شرفة جاره الأرضية ، كانت  ترتعش بردا و في يدها لافتة صغيرة فوق قطعة متهالكة من الورق المقوى ، كتبت عليها ” هوملس Homeless ” أي بدون مأوى ، فأثارت فضوله .

ألقى عليها تحية الصباح  ، فردت التحية بصوت مرتجف ،

ثم …

طلبت منه راجية ما يقيها هذا الصقيع ..

و لكن من أنت  ؟ سألها مستغربا ، فأجابته :

– أنا مطرودة ، طردني أولادي الثلاثة بما فيهم ابنتي التي تعيش  في هذه الشقة ، و لم أجد مكانا أبيت فيه  لأتقي هذا البرد القارس  سوى شرفتها !!… اقرأ المزيد

أقصوصة : نزار ب الزين

   منذ  عشر سنوات و حتى اليوم  يتردد نفس الحوار على الهاتف ، بين أنطوني و ابنته ماريا :

– “داد “… أرجوك أخرجني من هذه المكان اللعين …

= طبيبك يرفض خروجك يا ابنتي ، و ليس بوسعي مخالفته ، تصبحين على خير …

بعد خمس دقائق ، باكية معاتبة …..

– “داد”… لماذا أغلقت مسرة الهاتف في وجهي ؟

= قلت لك تصبحين على خير .؟.!…..

– أخرجني من هنا يا أبي ، أكاد أختنق !

= سأسأل طبيبك غدا صباحا …

– طبيبي يكرهني ، كل يوم يضع الكهرباء في راسي فيسبب لي  ألما شديا ، أنقذني من براثنه ، و أخرجني من هنا يا أبي ، لم أعد أطيق صبرا !!!… اقرأ المزيد

أقصوصة واقعية

نزار ب الزين

.

.

     اتصلت  بالدكتور عزيز زوجها السابق مستغيثة متضرعة :

– أرجوك يا عزيز  “بريتي”  مريضة جدا  و اعتقد أن حرارتها عالية ، هل بإمكانك  الإطلال عليها بعد إغلاق عيادتك ؟

 نهرتها أمها  : << تستنجدين بطليقك ؟ هل جننت يا ” لوسي” ؟ >> ، <<لا عليك يا أمي ، لقد اتفقنا أن نظل أصدقاء ! >> ، أجابت لوسي التي ما لبثت أن عادت إلى قلقها و توترها ..

ثم ..

جاء الدكتور عزيز ،

ثم …

جس نبض “بريتي” ،

ثم ….

قاس حرارتها ،

ثم …..

 هز رأسه يمنة و يسرة متأسفا و هو يخبر طليقته :

– حالتها خطيرة ، و يجب نقلها إلى المستشفى حالا !… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب. الزين*

كثر الحديث ، عن المشردين – و يطلق عليهم في أمريكا  ” هوم لِس ” أي من لا بيوت لهم – و كيف أنهم انتشروا مؤخرا عند تقاطعات الإشارات الضوئية بشكل لافت ، و فيهم نساء و رجال ، شبان و شيب .

    ” لعل ذلك راجع للأزمة الإقتصادية التي تمر بها البلاد” علق رئيس تحرير صحيفة ” الزمن ” اليومية ، ثم كلف الصحافي “دنييل ” بكتابة تقرير متكامل عن هذه الظاهرة ..

   و لكي يكون تقريره صادقا ، أراد “دانييل” بداية أن يختبر الناحية الربحية لهؤلاء ، فترك العنان للحيته لتنمو عدة أيام ،

ثم …

ارتدى ملابس رثة ،

ثم ….… اقرأ المزيد

ق ق ج

 نزار ب الزين*

حدثني صاحبي فقال :

     نتردد أنا وزوجتي من حين لآخر على  نوادي المسنين ، للتعارف أو المطالعة ، ، و نتناول طعام الغداء هناك أحيانا ؛ و ذات يوم  اشارت لنا إحدى معارفنا  نحو  رجل  يجلس  في  وسط  القاعة  ثم قالت  لنا : ” إنه عربي مثلكما ، و إسمه فوزي ! “

، فتوجهت على الفور نحوه ..

ثم ..

قلت  له  مهللاً  فرحاً : ” مرحبا  يا  سيد  فوزي !! ”  و لذهولي  و دهشتي  ،  أجابني ممتعضا  و بكل جفاء : ” أرجوك ، لا  تخاطبني  بالعربية “

———-

*نزار بهاء الدين الزين

   سوري مغترب… اقرأ المزيد

أقصوصة في حوار

نزار ب. الزين*

بعد أن ودعته الوداع الأخير ،

و ذرفت ما ذرفت من دموع اللوعة ،

و بينما هي مسترخية على كرسيها الهزاز تفكر في أيامه المؤلمة الأخيرة ..

رن جرس الهاتف :

– من معي من فضلك

= أنا يوسف ابن المرحوم عطا الله اليوسف !

– تشرفنا !

= فقط أحببت أن أسألك ، متى ستخلين البيت ؟

– أخلي البيت ؟! و لِمَ عليَّ أن أخليه ؟

= لأنني بحاجة إليه ، لا تنسي أنني وريث المرحوم الوحيد ؟

– و لكنه بيتي ، وهبه لي المرحوم !

يصيح بأعلى صوته :

= نعم ؟؟؟

هذا نصب و احتيال يعاقب..… اقرأ المزيد

بقلم : نزار ب. الزين *

 

     ما كادت  تنهي فطورها ، حتى رفعت مسرة الهاتف ، و هتفت و قد أشرق وجهها بابتسامة حانية

–  صباح الخير يا بني ، قالت له متلهفة ، فأجابها :

– صباح الخير  ماما … خير ؟

– كل الخير إنشاء الله  يا حبيبي !

أشعر بالوحدة ….

و اشتقت لأحفادي …

و أريد أن آتي لرؤيتكم  !

يخيم الصمت  لفترة ، تظن أن المكالمة قطعت لسبب ما ، و لكن سرعانما تأتيها الإجابة جافة كصقيع الشتاء :

– ماما ، في الأسبوع الماضي فقط ، كنت في زيارتنا ؟؟؟!!

تقع مسرة الهاتف من يدها….… اقرأ المزيد

أقصوصة : نزار ب. الزين

    في نادي المسنين* ، و بينما كانت الفرقة الموسيقية تصدح ، و المسنون* في وسط القاعة الكبرى يرقصون على أنغامها الشجية ؛ شوهد “غاري” يركع على ركبته قبالة “مارلين” ، معترفا لها بحبه* ،

انبثقت دموعها بغير إرادة منها فرحا ،

ثم …

بادلته قبلة طويلة ،

ثم ….

صفق لهما الحضور ،

***

بعد دقائق ، شاهدتها صديقتها المقربة مندفعة نحو خارج القاعة ، فتبعتها  قلقة  باحثة  ، و لكنها صعقت عندما عثرت عليها في حديقة النادي الخلفية تنجهش بالبكاء !

، و بعبارة متلجلجة الكلمات أجابتها مارلين :

– لن أتمكن من إسعاده سوى أشهراً أو ربما أياماَ !!!… اقرأ المزيد

أقصوصة : نزار ب. الزين

   كلما  توجه أبو محمود إلى عيادة الطبيب ، تستقبله الممرضة “مونيك” هاشة باشة ، و ما أن تدخل به إلى غرفة المعاينة حتى تغلق الباب ،

ثم …

 تعانقه بحرارة ،

ثم …

تدلك كتفيه ،

ثم ….

تقيس حرارته و ضغطه و مستوى الأكسيجين في دمه ، إضافة إلى اختبار السكري السريع ،

و ابتسامتها المحببة تكاد لا تفارق شفتيها ،

ثم …..

تبدأ بأسئلتها الروتينية عن مرضه خلال فترة غيابه عن العيادة ، و عما إذا حدث أي تطور جديد أو أية إضافة لقائمة أدويته ، كل ذلك و الابتسامة تكاد لا تفارق شفتيها ،

ثم ……

تودعه معانقة كما استقبلته ، و هي تخبره بكل ما اؤتيت من رقة ، أن الطبيب سيحضر لفحصه خلال دقائق ….… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

    كان الزوجان يدرسان معا اللغة الإنكليزية تمهيدا لدخول امتحان الجنسية الأمريكية ، و بعد انتهاء الحصة الدراسية ، تأخرا مع المدرس للاستفسار عن بعض ما كان غامضا بالنسبة إليهما ، ثم ودعاه و غادرا حجرة الصف ..

و في طريقهما إلى موقف السيارات ، لمحا مدرستهما للفصل الدراسي السابق “مسز دورمَن”.

كانت الإضاءة في الساحة المؤدية إلى الموقف ضعيفة للغاية ، و مع ذلك تمكنت الزوجة من تمييزها ، و لكن المسز دورمن أخذت تمشي بحذر متلفتة يمنة و يسرة  ، فغذّا السير وراءها حتى أدركاها ، و بكل  طيبة  أكدا  لها  استعدادهما  لمرافقتها  حتى سيارتها ..… اقرأ المزيد