أقصوصة

نزار ب. الزين*

       بعد  انتهاء اجتماع المجلس ، أصر عليهما أن يصحبهما إلى مزرعة الشيخ التي يشرف عليها  ،  فهو عضو مجلس الآباء و المعلمين ، و هما الأخصائيان الإجتماعيان المنوط بهما  تشكيل المجلس و تنظيم اجتماعاته و تنسيق قراراته ، و أصر أيضا أن يصحبهما بسيارته ..
كانت المزرعة صغيرة الحجم ، و قد خصصت لزراعة حشائش المطبخ لسد احتياجات قصر الشيخ منها ، إضافة إلى بعض الخضار الموسمية ، و بعد جولتهم في أرجائها ، نادى “أبا جاسم” و هو أحد المزارعين ، و أمره بأن يهيء لكل من الضيفين ضمة بقدونس و أخرى نعنع ، ثم دعاهما لتناول الشاي بالزعفران في استراحة المزرعة .… اقرأ المزيد

أقصوصة واقعية

نزار ب. الزين*

    كان  يعاملها كخادمة  ، يصرخ في وجهها لأتفه الأسباب ، لا يتوانى عن ضربها بكل ما أوتي من قوة عامل بناء ، إذا ما حاولت الإعتراض ؛ يدخل إلى الدار وزيرا – كما يقال – و يخرج منها ملكا .

و تقدم به العمر ، و فتك به مرض السكري حتى  تقرحت  قدماه ، فاضطر الأطباء إلى بترهما ؛ و هكذا أصبح أبو رياض مقعدا … و ظلت أم رياض  قائمة على خدمته ، و لكن  لسانه ما فتئ  أطول منه ، فلا زال يصرخ في وجهها  فيرعبها ، و لا زال يشتمها بأقذع ما يملكه  قاموس رذالته السوقي من سباب ، إذا ما تأخرت بتلبية اي من طلباته الكثيرة ..… اقرأ المزيد

2+4+6=1

أقصوصة

نزارب. الزين*

في اجتماع إداري ضم إلى جانب الوكيل جميع المدرسين الأوائل ، أكد ناظر المدرسة أن المدرسة فازت بالمرتبة الأولى على عموم مدارس الدولة ،  في مسابقة المعلومات العامة  التي أجرتها وزارة التربية مؤخرا .

رد عليه مدرس اللغة العربية الأول ، عفوا أستاذ عبد اللطيف فقد  قرأت النشرة لتوي ،  ترتيب مدرستنا الثانية و ليست الأولى !

ابتسم ناظر المدرسة ثم  أجابه متبجحا : ” مؤكد أنت لا تعرف حساب النسبة و التناسب  يا أستاذ سامي، و لا غرابة في ذلك فأنت ( بتاع ) لغة عربية و ( بس ) ؛ يا أستاذ سامي عندما تفوز مدرستنا بالمرتبة الثانية و الرابعة و السادسة ، فمعنى ذلك وسطيا أنها الأولى !… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب  الزين*

      قام وزير التربية بزيارة مدرسة عباس بن فرناس الثانوية ، اجتمع طلاب الثانوية في قاعة المسرح الكبرى ، و بعد أن كلمة الترحيب التي ألقاها مدير المدرسة ، وقف الوزير فألقى خطابا  أشاد فيه بالعلم عند العرب و عدد فضائل بعض كبار العلماء ، ثم حض الطلاب على الإتجاه  إلى الأقسام العلمية عندما يبلغون الصفوف العليا ، منتقدا توجه الأغلبية  إلى الأقسام الأدبية ، مؤكدا أن العالم العربي مصاب بالتخمة الأدبية ، فما أكثر القصاصين و الروائيين و الشعراء و الصحافيين  ، و ما اقل الأطباء و المهندسين ، و ما أندر العلماء .

 تجرأ أحد الطلاب ،

رفع إصبعه ،

أذن له الوزير بالكلام ،

فقال : ” أنا لا أحب الأدب و لاأحب أن أكون مهندسا أو طبيبا ، و أحب أن أكون عالما ، و لكنني مضطر للتوجه إلى الأدب ، لأنني لا أريد أن أُقتل .… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب. الزين*

-1-

    كانت إصابات الفتاة بالغة استدعت إدخالها غرفة العناية المركزة  ، في أثناء ذلك استدعيت والدتها إلى غرفة المحقق

“من اعتدى على ابنتك بهذا الشكل الوحشي و كاد يفتك بها ؟ ” سألها المحقق ، فأجابته و قد ترقرق الدمع في عينيها : “إنه والدها ، نعم والدها ؛ تنامى إليه – و قد كلف أحدهم ليتجسس عليها – أنها مشت إلى جانب أحد زملائها أثناء الإنصراف من ثانوية البلدة ، و أنها كانت تتبادل معه أطراف الحديث ؛ فجن جنونه ، و أصر على ذبحها و الشرب من دمها ، و لولا استغاثتي و تدخل الجيران لفعل ، إنه مهووس ، إنه وحش آدمي…!”… اقرأ المزيد

حوار بين صديقتين

نزار ب. الزين*

فرحت ناديا عندما جاءتها أول رسالة ألكترونية من الكاتب الكبير صفوح الطويل ، فهتفت  لصديقتها و بيت أسرارها نورا في الحال :

– هل تصدقين يا نورا ؟ لقد أبدى إعجابه بالقصة التي أرسلتها إليه و أضاف أنني موهوبة ، و استأذنني في تصويب بعض الأخطاء المطبعية ، إنها قمة التواضع و اللطف و الكياسية ، أليس كذلك يا نورا ؟ ليس هذا فحسب بل أكد لي استعداده  لمراجعة كافة نصوصي ، أنّى أشاء ؛ ألم أقل لك أنه كاتب مبدع رائع ، و أنه يحمل قلبا كبيرا ؟

في اليوم التالي هاتفتها صديقتها نورا  فردَّت عليها مجهشة بالبكاء :

– لكم خُدعت بهذا الذي يسمونه الأديب الكبير صفوح الطويل ، و بإسمه اللامع و ما قاله عنه نقاده من أنه أحد المبدعين المعاصرين القلائل في دنيا الأدب ؛ اليوم تأكد لي العكس – يا نورا –  فهو  كاتب  فظ ، نرجسي ، متعالي و مغرور .!… اقرأ المزيد

           يبدو أنهما عاملاها منذ البداية معاملة إبنة بين والديها ، أو لعل والديها الحقيقين لم يرعيا طفولتها كما يجب ؛ مما دفعها للتعلق بمخدوميها ؛ فحتى عندما  طلب يدها أحد أقارب والدها رفضت ذلك بعناد و إصرار ، مما أدى في النهاية إلى قطيعة بينها و بين أفراد أسرتها ..,

كانت تعلم أن لديها راتبا شهريا أصر مخدومها ألا تمسه حرصا على مستقبلها ، و لما كانت “سونيا” أميّة تماما لا تعرف القراءة أو الكتابة أو أبسط علميات الحساب ، كانت تسأل مخدومها من حين لآخر عما بلغه وفرها في البنك ، فتتقبل ما يقدمه لها  من أرقام ، فرحة مطمئنة إلى مستقبل كريم ؛ و ليزداد بالتالي تفانيها بخدمته و زوجته ..… اقرأ المزيد

ق ق ج : نزار ب  الزين

      تعزيزا لسياسة اللامركزية ، أنشأت وزارة التربية وظيفة حارس أول ، أي رئيس لمجموعة حراس لعدد من المدارس المتجاورة ؛ و ما أن علم الحارس خويلد بالخبر حتى هرع إلى مكتب سكرتير المدرسة ، راجيا أن يكتب له طلبا لإشغال الوظيفة الجديدة .

نظر إليه السكرتير متعجبا و قد رسم ابتسامة ساخرة على وجهه ، و هو الذي يعرف أن خويلد محل تندر زملائه الحراس و معلمي المدرسة ، بسبب ملابسة الرثة ، و تعثر نطقه ، و قصر قامته المفرط ، و هيئته العامة التي توحي بأنه معوق إعاقة ما ؛ فسأله : ” لماذا ترغب بالوظيفة يا خويلد فهي مسؤولية جسيمة صعبة عليك ؟ ” فأجابه ضاحكا : ” أطمع بالرئاسة يا أستاذ ؟!… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين

.

     ما  كاد الأخصائي الإجتماعي الأستاذ  مُنجد يجلس وراء طاولة مكتبه ، حتى اقتحمت غرفته سيدة حاسرة الرأس ، رفعت بيمناها ما بدا سروال طفل غارق بالدم ، و جرَّت بيسراها طفلا في السادسة أو السابعة و هو يبكي ألما و فزعا ، بينما  كانت تنوح و تصرخ بعصبية :        << وحوش من مدرستكم  ذبحوا ولدي ، اغتصبوه أمس دون رحمة، قبيل وصوله إلى البيت قادما من مدرسته >>

تم التعرف على المعتدين ،

ثم …

رُفع الأمر إلى إدارة المدرسة ،

ثم ….

اجتمع مجلس الإدارة ، حيث دارت مداولات حامية ، بين مقترح طرد المعتدين الأربعة ، و بين  مُصِّر على ضرورة تحويل الأمر إلى النيابة العامة ، و بين معترض على أي إجراء لأن الحادثة جرت خارج حدود المدرسة ،

ثم …..… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب. الزين*

         أظهر ابو زهير حزنا عميقا عند وفاة زوجته ، و عندما أخرجوها من الثلاجة و كشفوا له وجهها ليتأكد من هويتها ، أجهش ببكاء مرير ،

ثم …

و أمام المشيعين بكى أكثر من مرة …

ثم ….

جاء المساء و بدأ الأقارب و الأصدقاء و المعارف ، يتوافدون لتقديم واجب العزاء ،

و لكن …

 كان في استقبالهم شقيقه .

ثم …..

و بين تلاوتين ، تساءل ابن عمه هامسا :

“خير إنشاالله ما الذي يؤخر أخاك و الناس في انتظاره ؟”

فأجابه خجلا :

 “إنه في الطابق العلوي يحضر مباراة كرة قدم …..… اقرأ المزيد