ق ق ج

نزار ب. الزين*

-1-

     كان  يقود  سيارته الخليجية الفخمة متأملا أبنية المدينة التي يزورها للمرة الأولى و محلاتها التجارية  ، أوقفته إشارة  المرور الضوئية الحمراء ، و ما أن تغيرت إلى خضراء حتى انطلق من جديد ، و ما كاد يقطع بضعة أمتار ، حتى سمع صوت بوق إنذار ، التفت إلى مصدره ، كان على يمينه شرطي مرور يقود شاحنة يجر برافعتها سيارة صغيرة …

أطلق الشرطي بوقه ثانية و أخذ يشير إلى سائق السيارة الفارهة  أن يتوقف ..، فتح السائق نافذة سيارته  ليسأل الشرطي  مستغربا :

– ما الأمر ؟

 أجابه الشرطي :

– تجاوزت الإشارة الحمراء ، اوقف سيارتك على يمين الطريق ، فورا !..… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب. الزين*

      منذ ما قبل صلاة الفجر ، وقف أبو درويش مع إبنه اليافع ، في ركن مجاور لمسجد السوق خلف قدر “مهلبية*”  ضخم  تدفئه نار هادئة ؛ و هو الشراب الساخن الذي يحلو للكثيرين تناوله في الصباح الباكر مع “كعك السمسم” أو بدونه ، كوجبة فطور لذيذة بعد الصلاة ، أو قبل افتتاح  يوم عمل شاق ..

     و بينما كان الطفل يساعد أباه بتحريك المهلبية ، انتبه إلى وجود كتل صغيرة سوداء تتحرك ببطء ، فتظهر لتختفي ثم لتظهر من جديد ، فارتاع و صاح فزعا منبها والده إليها ، فأجابه الوالد غاضبا :

– إخرس يا ولد “بلا فضايح” !… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب.  الزين*

     حضر طفل العاشرة مهرجانا للطيران ، برفقة والده ، تخلله إسقاط مظليين ، و ما أن عاد إلى منزله ، حتى صعد إلى سطح  الطابق الثالث ، و معه منديل و بعض الخيوط ، اختلسها من عدة خياطة والدته ، و دمية سرقها من خزانة شقيقته الصغرى ،

ثم..

صعد إلى سطح منزله في الطابق الثالث ، فربط المنديل بالدمية ربطا محكما حتى بدت صورة مصغرة لمظلة حقيقية ..

ثم …

ألقى بها..

ثم ….

هبط مسرعا إلى الشارع ، ليكتشف أن الدمية بلغت الأرض سليمة دون أن يصيبها خدش .

فكاد يطير  فرحاً..

في اليوم التالي ، صعد إلى السطح  ، و قد حمل في يمناه قطة شقيقته الكبرى ، و باليد الأخرى غطاء وسادة و مقصا و  لفة كبرى من الخيوط المتينة ..… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب. الزين*

ترجمها إلى الفرنسية :

مرتضى لعبيدي

من منتديات مطر

 

 

     بعد انتهت  أيام التعزية و المواساة الثلاثة ، نادى زوجة أخيه المرحوم ، و خاطبها بلهجة آمرة ، و قد قطب جبينه : ” لم يعد لك في هذه المدينة مقاما ، خذي ابنتيك و اذهبي بهما إلى مسقط رأسك بجوار أهلك ، و اتركي لي بيع المنزل و أثاثه ،       و سينال كل  منا حصته ، وفق  الشريعة ! ” .

كفكفت  الثكلى دموعها ، ثم أجابته بلهجة متحدية :

 “عن أي بيت ؟

و عن أي أثاث ؟

 وعن أية حصة  تتكلم ؟

البيت يا  سِلفي* العزيز، و كل ما فيه مسجل باسمي !… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

لاحظ أبو مروان ، أن زوجته تتهرب من معاشرته ، قدَّر أنها منهكة في إدارة  المنزل و خدمة و رعاية خمسة أطفال ؛ و لكنه هو أيضا متعب و يكافح  من أجل تأمين معاشهم ، و هو بحاجة إلى بعض الترفيه من حين لأخر .

و ذات يوم  و بعد أن فرغ الأطفال من كتابة واجباتهم المدرسية و من مشاهدة  أفلام  الصور المتحركة ؛ توجهوا إلى أسرتهم ؛ فهمس أبو مروان في أذن زوجته : ” لدي  لك  مفاجأة  سوف تبهرك ! ” .

حمل التلفاز إلى غرفة النوم..

ثم حمل جهاز ( الفيديو ) ..

ثم انهمك في ترتيبهما و وصلهما معا و كهربتهما.… اقرأ المزيد

حوار قصير

نزار ب. الزين*

   بينما كان مخلص الشريف ، يثبت لوحتي سيارته المهترئة على السيارة الجديدة التي نهبها لتوه ، التفت إلى زوجته التي كانت تتابعه بقلق عميق بدا على محياها  ، ثم قال لها  :

      –      أمتعتنا كثيرة يا أم شريف ، و لم أجد أفضل من هذه السيارة !.

= و من أين ( لطشتها ) ، ما شاء الله ؟!

     –      و حياة عينك ، من داخل معرض وكالتها ، وجدت أبواب المعرض مشرعة ، و معظم ما فيه منهوب ، كانت مركونة في زاوية المعرض ، و يبدو أن محاولات تشغيلها لم تفلح ، فتركت لصاحب النصيب ، و كنت أنا صاحب النصيب  ..و… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب. الزين*

رجاء

أرجوك  يا جارتي العزيزة ، أن تكفي عن نشر ملابسك الداخلية على الشرفة ، فإن  بِكري أَنَس  دخل  مرحلة المراهقة ..

تراجع سريع

” إذا تزوجتَ من  ديمة، سأحرمك من الميراث ” قال له والده .

 يُهرع  رضوان  إلى  الهاتف  ثم  يخاطب  محبوبته  برنة  حزينة :    ” إنسي  رضوان  و كل  ما  كان “

براءة

قال العجوز لطفلة الثانية عشر ربيعا ، ممازحا : ” آه لو كنتُ  أصغر سنا  ببضع  سنوات ، لما  تركتك  لغيري ! ” ؛ فأجابته بكل براءة :    ” و الخالة أم عمر كيف سنتصرف معها ؟! “

=======================

*نزار بهاء الدين الزين

   سوري مغترب… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

    في الثاني و العشرين من شهر حزيران/يونيه عام 1958

بعد احتفاله بعيد ميلاده السبعين ، رأى سليمان السموري فيما يراه النائم ، أنه أمام عدَّاد زمني كبير ، يعرض الثواني و الدقائق و الساعات و الأيام و الشهور و السنوات  ، كان العداد يدور ، و الأرقام تتحرك ، بعضها كان بطيئا و بعضها الآخر كان يسابق الريح ، و فجأة توقف العداد عند تاريخ الثاني و العشرين من حزيران/يونيه 1961 .

لم يتمكن من تفسير الحلم الذي شغله و أقلقه ، فاقترحت عليه زوجته أن يطلب تفسير حلمه من عرافة ذاع صيتها .

” من المؤسف أن أخبرك ، أن عمرك سينتهي في ذلك التاريخ ، إنها إشارة سماوية ، فهيئ نفسك للعالم الآخر ..”… اقرأ المزيد

أقاصيص

نزار ب الزين*

    -1-

    بدا كل شيء عاديا ذلك اليوم  من أيام بدايات الصيف

رمال الشاطئ الذهبية الممتدة على المدى يمنة و يسرة بدت نقية و براقة  ، و ماء البحر كان صافياٍ ، و قد شرّع ذراعيه يدعو المستجمين إلى أحضانه ، فلا موج يصفع السابحين ، و لا حجارة تعرقل الخائضين ، و تحالفت الشمس مع صفائه  ، فلم ترسل لظاها بعد ليلسع جلودهم ؛ فكنت من أوائل من استجابوا لندائه .

داعبت ماءه  و داعبني ، بل كنت أشعر و كأنه يحملني بيديه الحانيتين ، و يهزني برفق  و يهدهدني ؛ و إن أنا في نشوة الإنتعاش ببرودة مائه ، إذا بشاب على بعد أمتار مني ، يتخبط و يصيح مستغيثا : ” لقد وقعت في حفرة ، أنا لا أجيد السباحة ، أغثني “

لم أتردد لحظة ، تقدمت نحوه أشق الماء بكل ما أوتيت من قوة ، و لكنني تذكرت فجأة تعليمات الإنقاذ ، التي كنت قد قرأتها ذات يوم ، فعدت القهقرى ، ثم التففت نحوه من الخلف ، و إذ اقتربت من ظهره ، بدأت أدفعه دفعا ، حتى بلغت به شاطئ السلامة ..… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

كان صراخ الطفلة ذات الثمانية عشر شهرا يتزايد ، نهض أبو راشد من فراشه و توجه نحو غرفتها ، عندما لمح ضوء غرفة الجلوس ساطعا و ثمت حديث يدور بين إبنه و زوجته  ، فعاد أدراجه نحوهما :

–          لعلكما لم تسمعا صراخ الطفلة !

قال منبها فأجابه ابنه :

–          بل نسمعه و نتجاهله  متعمدين ، إنه ( دلع ) الأطفال ، بابا ، ليس ما يستوجب قلقك .

عاد أبو راشد إلى غرفته ، لم يتمكن من الاستلقاء فصوت الطفلة يتعالى و صراخها أصبح صادراً من الصميم ” لا يمكن أن يكون مثل هذا الصوت تدللا ” همس لذاته ، و لكنه سكت على مضض .… اقرأ المزيد